298

عدمي.

ومما زعموا هاهنا أن النور خير والظلمة شر والخيرات حاصلة من النور والشرور حاصلة من الظلمة ، وهذا باطل ، أما أولا فلأن البحث في الخير والشر والشرف والخسة من الابحاث الخطابية ، وأما ثانيا فلأن النور قد يظهر الهارب مع شريته وقد تخفيه (1) الظلمة مع خيريته.

ومما ذهبوا إليه هاهنا أنهما غير متناهيين الا من جهة التقائهما ، وهذا باطل ان عنوا بالسلب عدم الملكة ، لأن النور عرض فتناهيه تابع لتناهي محله ، وقد اسلفنا أن الأجسام متناهية.

ومما ذهبوا إليه أن النور حي عالم قادر سميع بصير متحرك لذاته ، واختلفوا فذهبت الصابئة (2) الى أن القوة على هذه الإرادات (3) قوة واحدة وتختلف بحسب الآلات والمشاعر.

واثبت المانوية لكل إدراك قوة ، واختلفوا في الظلمة فالديصانية نفت عنها هذه الأوصاف ، وذهبت المانوية الى أنها موصوفة بها وما بيناه من بطلان ما تقدم آت هاهنا.

** مسألة

منزه عن الشرور والنقائص سموه «يزدان» (4) ونسبوا الشرور الى الشيطان ، وذهب بعضهم الى أنه محدث وجسم وسبب

Shafi 346