وبعد هنيهة سمع صوت المجاذيف، فالتفت فرأى قاربا يدنو مسرعا إلى الشاطئ.
وكانت الساعة قد بلغت التاسعة من المساء وظلام الليل مشتد الحلك، فنظر إلى القارب محدقا وقال: أهذا أنت يا شمشون؟
قال: نعم أيها الرئيس.
فوثب عثمان إلى القارب، ونظر في ساعته فقال: لقد دنا الوقت فأسرع يا شمشون، وسر بي إلى دربيتورد.
وبينما كان القارب يسير كان عثمان يحدث نفسه فيقول: سوف نرى يا مس ألن ما يكون.
وقد كان الهواء شديدا والتيار سريع الجريان، فاندفع القارب بملء السرعة.
وكان الضباب شديدا متلبدا ، حتى إن المصابيح التي كانت مضاءة على ضفتي النهر لم تكن ترى لشدة تلبد الضباب.
ومع ذلك فإن شمشون كان يسير بقاربه بملء المهارة، ويدفعه بين السفن الكبرى دون أن يخشى الاصطدام.
وبعد ساعة وصل إلى المكان الذي كان ذاهبا إليه، فنظر عثمان إلى منزل معتزل تحيط به الأشجار على الضفة اليمنى، فلم يجد فيه أثرا للنور، فقطب حاجبيه وقال في نفسه: ترى أجسرت مس ألن على مخالفة أمري فلم تحضر؟
ثم أمر شمشون أن يرسو عند ذلك الشاطئ، وخرج من القارب فقال لشمشون: ابعد قليلا، ولا تعد إلا حين أناديك بالصفير.
Shafi da ba'a sani ba