Malatiyya Sufiyya Ahl Futuwwa
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
Nau'ikan
والحقيقة أن مذهب الملامتية يمثل نزعة خاصة في التصوف الإسلامي واتجاها خاصا في النظر إلى النفس الإنسانية وأعمالها وتقدير تلك الأعمال، وفي الزهد ومظاهر ذلك الزهد؛ فكل ما يصلح أن يكون أساسا لهذه النزعة سواء أكان من أقوال الملامتية أم من أقوال غيرهم، وسواء أكان آية قرآنية أم حديثا نبويا، قد ذكره السلمي على أنه أصل من أصولهم. وسنرى في دراستنا للأصول الخمسة والأربعين التي ذكرت في رسالة الملامتية أنها في الحقيقة فروع لعدد قليل جدا من المبادئ العامة التي تعين معالم الطريق الملامتي ويستند مذهبهم في جوهره إليها، وأن هذه المبادئ القليلة هي التي تظهر فيها الخصائص الأساسية لفكرة الملامتية، ويتبين فيها الاتجاه الذي يمتاز به رجال هذه الطائفة من غيرهم من رجال التصوف الآخرين.
مدرسة نيسابور
تعاصر في نيسابور في النصف الثاني من القرن الثالث ثلاثة من كبار الصوفية، أقدمهم يحيى بن معاذ الرازي (المتوفى سنة 258) الذي يقول فيه القشيري: «إنه كان له لسان في الرجاء خصوصا وكلام في المعرفة.»
51
والظاهر أن يحيى - بالرغم من منزلته العالية بين رجال التصوف الأولين - لم يترك أثرا كبيرا في أهل نيسابور لأنه عني بمسائل نظرية في التصوف، والنيسابوريون رجال عمليون في طريقتهم؛ ولأنه، من ناحية أخرى، لم يكن من أهل نيسابور كما كان أبو حفص وحمدون القصار اللذان التف حولهما مواطنوهما مع أنهما كانا أقل من يحيى بن معاذ درجة.
أما أبو حفص
52
فقد كان من كورداباد على باب نيسابور في الطريق إلى بخارى. وقد ذكر الهجويري وأبو نعيم أن أستاذه كان عبيد الله الأباوردي،
53
وذكر الشعراني من شيوخه عبد الله المهدي
Shafi da ba'a sani ba