وإنك لحسن الحظ، وفي ذلك عوض من حسن اللفظ. وإنك لتجد مقالا، وإنك لتعد خصالا. فقل معروفا فإنا من أعوانك، واقتصد فإنا من أنصارك. وهات فإنك لو أسرفت لقلنا قد اقتصدت، ولو جرت لقلنا قد اهتديت، ولكنك تجيء بشيء " تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ".
لو غششناك لساعدناك، ولو نافقناك لأغريناك.
فصل
وقد كنت - أطال الله بقاءك - في الطول زاهدا، وعن القصر راغبا، وكنت أمدح المربوع وأحمد الاعتدال. ولا والله لن يقوم خير الاعتدال بشر قصر العمر، ولا جمال المربوع بما يفوت من منفعة العلم.
فأما اليوم فياليتني كنت أقصر منك وأضوى، وأقل منك وأقما.
وليس دعائي لك بطول البقاء طلبا للزيادة، لكن على جهة التعبد والاستكانة، فإذا سمعتني أقول أطال الله بقاءك فهذا المعنى أريد، وإذا رأيتني أقول لا أخلى الله مكانك فإلى هذا المعنى أذهب.
Shafi 69