فوالذي نفس ((زيد بن علي)) بيده لو بينتم للناس ما تعلمون ودعوتموهم إلى الحق الذي تعرفون، لتضعضع بنيان الجبارين، ولتهدم أساس الظالمين، ولكنكم اشتريتم بآيات الله ثمنا قليلا، وادهنتم في دينه، وفارقتم كتابه.
هذا ما أخذ الله عليكم من العهود والمواثيق، كي تتعاونوا على البر والتقوى، ولاتعاونوا على الإثم والعدوان، فأمكنتم الظلمة من الظلم، وزينتم لهم الجور، وشددتم لهم ملكهم بالمعاونة والمقارنة، فهذا حالكم.
فيا علماء السوء محوتم كتاب الله محوا، وضربتم وجه الدين ضربا، فند والله نديد البعير الشارد، هربا منكم، فبسوء صنيعكم سفكت دماء القائمين بدعوة الحق من ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورفعت رؤوسهم فوق الأسنة، وصفدوا في الحديد، وخلص إليهم الذل، واستشعروا الكرب وتسربلوا الأحزان، يتنفسون الصعداء، ويتشاكون الجهد؛ فهذا ما قدمتم لأنفسكم، وهذا ما حملتموه على ظهوركم، فالله المستعان، وهو الحكم بيننا وبينكم، يقضي بالحق وهو خير الفاصلين.
وقد كتبت إليكم كتابا بالذي أريد من القيام به فيكم، وهو: العمل بكتاب الله، وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبالكتاب قوام الإيمان، وبالسنة يثبت الدين، وإنما البدع أكاذيب تخترع، وأهواء تتبع، يتولى فيها وعليها رجال رجالا صدوهم عن دين الله، وذادوهم عن صراطه، فإذا غيرها المؤمن، ونهى عنها الموحد، قال المفسدون: جاءنا هذا يدعونا إلى بدعة!!
وأيم الله ماالبدعة إلا الذي أحدث الجائرون، ولا الفساد إلا الذي حكم به الظالمون، وقد دعوتكم إلى الكتاب فأجيبوا داعي الله وانصروه.
Shafi 72