عباد الله اندبوا الإيمان، ونوحوا على القرآن، فوالذي نفس ((زيد بن علي)) بيده لن تنالوا خيرا لا يناله أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أصبتم فضلا إلا أصابوه فأصبتم فضله.
فيا علماء السوء أكببتم على الدنيا وإنها لناهية لكم عنها، ومحذرة لكم منها، نصحت لكم الدنيا بتصرفها فاستغششتموها، وتقبحت لكم الدنيا فاستحسنتموها، وصدقتكم عن نفسها فكذبتموها.
فيا علماء السوء، هذا مهادكم الذي مهدتموه للظالمين، وهذا أمانكم الذي ائتمنتموه للخائنين، وهذه شهادتكم للمبطلين، فأنتم معهم في النار غدا خالدون: ?ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبماكنتم تمرحون?[غافر: 75]، فلو كنتم سلمتم إلي أهل الحق حقهم، وأقررتم لأهل الفضل بفضلهم، لكنتم أولياء الله، ولكنتم من العلماء به حقا الذين امتدحهم الله عز وجل في كتابه بالخشية منه.
فلا أنتم علمتم الجاهل، ولا أنتم أرشدتم الضال، ولا أنتم في خلاص الضعفاء تعملون، ولا بشرط الله عليكم تقومون، ولا في فكاك رقابكم [تعملون].
يا علماء السوء اعتبروا حالكم، وتفكروا في أمركم، وستذكرون ما أقول لكم.
يا علماء السوء إنما أمنتم عند الجبارين بالإدهان، وفزتم بما في أيديكم بالمقاربة، وقربتم منهم بالمصانعة، قد أبحتم الدين، وعطلتم القرآن، فعاد علمكم حجة لله عليكم، وستعلمون إذا حشرج الصدر، وجاءت الطامة، ونزلت الداهية.
يا علماء السوء أنتم أعظم الخلق مصيبة، وأشدهم عقوبة، إن كنتم تعقلون، ذلك بأن الله قد احتج عليكم بما استحفظكم؛ إذ جعل الأمور ترد إليكم وتصدر عنكم، الأحكام من قبلكم تلتمس، والسنن من جهتكم تختبر. يقول المتبعون لكم: أنتم حجتنا بيننا وبين ربنا. فبأي منزلة نزلتم من العباد هذا المنزلة؟
Shafi 71