أيضا ذهب القاضي الأكوع إلى نسبة ابن الوزير رحمه الله تعالى إلى القول بالرؤية ، وذلك من خلال تعليقه بحاشية على كلام الهادي بن إبراهيم الوزير الذي يبرئ أخاه من هذا المعتقد الفاسد - القول بالرؤية - ، فجاء في كتاب الأكوع ، على لسان الهادي بن إبراهيم الوزير ، ما نصه :
(( وأما مسألة مخالفة إجماع العترة بالقول بالرؤية ، فهذا شيء لم أعرفه ، ولم أسمعه من محمد لا في قول ولا في كتاب (1) ، وأنا أنزهه عن هذه المقالة ومعي خطه بأن اعتقاده في العقائد الكلامية والمسائل الإلهية اعتقاد أهل البيت عليهم السلام ، وأنه غير مخالف في واحدة من هذه المسائل ، ... )) .
* وضع الأكوع حاشية قال فيها رادا على الهادي (ع) : (1) ( بل قاله حين اتبع مذهب أهل السنة والجماعة!!! ، وقال به في كتابه العواصم والقواصم 5/5 - 238 ، حيث أورد الآيات والأحاديث والآثار الدالة على القول برؤية الله عز وجل يوم القيامة ) .
انظر الإمام محمد بن إبراهيم الوزير ، ص 48 - 49 ، وانظر مقدمة العواصم والقواصم على لسان إسماعيل الأكوع 1/47- 48 .
مناقشة :
أ- قد سبرنا معتقد ابن الوزير ، وبينا بطلان نسبته إلى المذاهب السنية فيما تقدم ، وكان هذا هو عين كلام أخيه الهادي بن إبراهيم الوزير عندما شهد لأخيه به ، فكان الهادي هو الصادق في براءته من المذاهب الباطلة المخالفة لأهل البيت - فيما قد سبق وبينا - ، وغيره من المتزينين به هم المتخرصون ، وكان إلجامهم على لسان ابن الوزير نفسه !! . وهنا يقوم القاضي الأكوع بنسبة الكذب - تصريحا أو تلميحا - إلى الهادي بن إبراهيم ، عندما قال أنه لم يجد القول بالرؤية وإثباته في كتب أخيه ولا سمعها عنه ، فأجابه الأكوع بحاشية يقول : (( بل قاله )) .
Shafi 4