249

أعتدت في المقتدر [1] ، لزم عبد الله داره، وهجر أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلبا [2] تقية وحذرا، بعد أن كان خصيصا، وله واصلا، فكتب إليه بهذه الأبيات: [3] [الرجز]

ما وجد صاد في الحبال موثق ... بماء مزن بارد مصفق

بالريح لم يطرق ولم يرنق ... جادت به أخلاق دجن مغدق [4]

في صخرة إن تر شمسا تبرق ... فهو عليها كالزجاج الأزرق

إلا كوجدي بك لكن أتقي ... يا فاتحا لكل علم مغلق

وصيرفيا ناقدا للمنطق ... إن قال هذا بهرج لم ينفق

إنا على البعاد والتفرق ... لنلتقي بالذكر إن لم نلتق

فأنشدت الأبيات أبا العباس ابن المنجم، فزادني بيتا زعم أن ثعلبا كان يستره ولا يظهره، وهو بعد قوله:

إلا كوجدي بك لكن أتقي ... صولة من إن هم بي لم يفرق

[99 و] ولما انتهي بي الإملاء في هذه الرسالة إلى هذا الفصل، أخبرني بعض من عرف كلفي بالبحث عن أخبارك، وعلم شغفي بتعرف أحوالك، أن مجاورا لك ممن غلط الدهر بايداعه نعمة، وهفت الأيام بايلائه منحة، طمح إلى مساويك في الرتب، وسما إلى مباراتك في تصدير الكتب، فطفقت

Shafi 274