248

ولج، وفي أي واد هبط، وبأية أرض سقط؟ لم يدر إلا أنه في الجملة عمل ما عمله الجمهور تقليدا.

وإذ قد أتينا على شرح ما بلغته المشاهدة، وأدركه العيان من فضائل البيت الحرام، فلنبدأ بذكر الشوق ودواعيه، والود وتمكن مراسيه، وأقول: أما الود فمتزايد كتزايد فضلك، ونام كنمي [1] محاسنك، ومتضاعف كتضاعف أياديك: [الطويل] تمر به الأيام تسحب ذيلها فتبلى به الأيام وهو جديد [98 ظ] وأما الشوق فمتوقد في أحشائي كما توقدت هممك، وفاش في جوانحي كما فشت نعمك، ولئن فرقت بيننا الأماكن والمنازل، لقد جمعتنا الضرائب [2] والشمائل، ولئن تناءت بنا الأشباح، لقد تآلفت منا الأرواح.

حدثني أبو علي محمد بن الحسين الحاتمي، قال: حدثنا أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد على رغم أنف الجاحد [3] ، قال: لما خلع جعفر المقتدر [4] ، وبويع لعبد الله بن المعتز [5] ، وكانت خلافته يوما واحدا، ثم

Shafi 273