186

Majmuc

مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني

Nau'ikan

Fikihu Shia

ويقال لهم أيضا في قولهم: إن معبودهم جالس على كرسيه وعرشه، وأنه يسكن عليه بعد حركاته وبطشه، أليس معبودهم يباشر السرير بأسفله، ويباشر الهوى بأعلاه وأوله، فما الذي فرق بين أعلاه وأسفله، وغاير بين مدبره ومقبله، فلن يجد المشركون - إن شاء الله تعالى - جوابا، ولن يملكوا بعد هذا القول خطابا، فزاد الله قلوبهم عمى وجهلا، وغيا وضلالا وجدلا، فلقد عموا ويلهم عن أعظم الأشياء وأجلها، وانتقصوا أعظم الموجودات وأكملها، وعبدوا غير الله بزعمهم، وما أرى للإمام بعد عرض التوبة غير قتلهم، والتقرب إلى الله بتلفهم، لأنهم بمنزلة عباد الأصنام، وغيرهم من كفرة الأنام، إلا أنهم قد زادوا على شرك المشركين، بقذفهم وشتمهم رب العالمين، وعداوتهم لخاتم النبيين، وذريته الأخيار الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين، ولعنة الله على الظالمين، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على رسوله سيد المرسلين، وأهل بيته الصادقين.

تم الكتاب بمن الله وفضله.

- - -

كتاب الأكفاء

كتاب الأكفاء

سألت يا أخي أكرمك الله بثوابه، ونجانا وإياك من سخطه وعذابه، عن مسألة غرق فيها كثير من الجهال، وتخبط فيها من لا يعقل من الضلال، وعمي عنها جميع أهل الركاكة الأنذال، ممن جهل الحكمة وضل عن الهدى، واتبع الغي والتكمة والردى، فزاد الله من كان كذلك نأيا وبعدا، وقلت: ما صفة الأكفاء عند النكاح؟

وسأوضح ما سألت عنه بعون الله أحسن الإيضاح، ولقد سألت عن سبب يلزمني إنكاره وبيانه، ويجب على العباد إيضاحه وتبيانه، ويجب العقوبة باللسان والسيف لمن خالفه، والإخاء والمودة لمن والفه، لأن الله عز وجل حكم بأحكام الحق بين العباد، فمن خالف ذلك وقع في الغي والفساد، وخرج من الحق والصدق والرشاد، فرأيت عند مسألتك أن يكون كتابي هذا جوابا لسؤالك، وزجرا وتحذيرا لمن كان من أولئك، وكان في خلاف حكم الله على ما ذكرنا من ذلك.

Shafi 272