Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Nau'ikan
وإن قالوا: بل خرج منه جسم لطيف، فليس يخرج من العين والنسمة إلا ما هو ألطف، وأقل منها وأضعف، وما كان ألطف من اللطيف، وأقل وأضعف من القليل الضعيف، لم يذهب في الأهوية إلا ضلالا، وكان كل ما ينسب إليه محالا، وقد علم كل عاقل أنصف عقله، ولم يتبع جنونه وجهله، أن ذلك لو صح لمدعيه، لما ترك على وجه الأرض أحدا يعاديه، وقد رأينا بالمشاهدة أعداءه أحسن حالا، وأكثر منه ولدا ومالا، فلو كان صادقا فيما يدعي من المحال، وينتحل عند الرعاع والجهال، لما ترك أعداءه يوما واحدا، ولما ترك لهم مالا وولدا، ولا أبقى في إلحاح النظر جهدا، وقد أجمعوا على صحة هذا السبب غاية الإجماع، ولكن لا يلتفت إلى إجماع الرعاع، لأن همج الناس لا يفرقون بين العقول والأوهام، فمن هذا الوجه لا يتكل على إجماع الطغام، ولو أجمعوا على شيء يمكن في المعقول، لما صدقناهم لما هم عليه من الفضول، فكيف تصديقهم في المستحيل، وما لا يمكن أبدا في العقول؟!
وسألت عن العقل في ذاته؟
وهو عرض ركبه الله في قلوب المتعبدين، وجعله حجة على المكلفين، والعقل والنفس ضدان، وهما في القلوب متعلقان، والجسم والروح لهما موضعان، وأحقهما بحمل النفس والعقل الروح، لأن العقل والنفس روحانيان، وهما في ذاتهما عرضان، والنفس تنقسم على أقسام وأضداد:
فمنها: داع إلى الخير والرشاد.
ومنها: ما يدعو إلى الغي والفساد.
والعقل قسم واحد يقين، وأمين ناصح شاهد مبين.
فأما النفس:
فمنها: الذكر والنسيان، وهما في القلب ضدان متنافيان.
وقسم ثالث: هو الشواهد للذات.
والرابع: ضد الشهوة وهو الكراهية للمكروهات.
والخامس: الأمان، وهو السكون والإطمئنان.
والسادس: ضده وهو الخوف.
والسابع من الأقسام: ما يجول في النفوس من الظنون والأوهام.
والثامن: وهو الوهم وهو اليقين، والحق الواضح المبين.
والتاسع: هو السرور والفرح.
والعاشر: ضده وهو الغم والترح.
والحادي عشر: الرجاء والطمع.
والثاني عشر: وهو اليأس.
Shafi 261