Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Nau'ikan
فالجواب في ذلك وبالله التوفيق والتسديد، ومنه العون والنصر والتأييد، والقوة والهداية إلى ما نقصد ونريد: إنها تفعل بإذن الله فعل طباع الكمون، ولا تفعل فعل أهل العقول والتدبير، لأن ذوي العقول والتدبير يفعلون بالاختيار، وفعل الطبيعة بالتركيب، وإنما أنكرنا على ذوي الإلحاد، أنهم أضافوا الحكمة إلى الجماد. فقلنا: ذلك يستحيل، ولا تقبله عن قائله العقول، لأن الجمادات لا تفعل أعاجيب التدبير، ولا يكون ذلك إلا من العليم القدير، لأنا وجدنا الحكمة التي في الجوارح، وتركيب أدوات جميع المصالح، تدل على علم الصانع... (1) الألباب مثل خلقه عز وجل للذكر والأنثى، وجعله لأجسامهما صنعا محدثا، ومثل خلقه وفرقه بين الرؤوس والأقدام، ومثل فرقه بين مخارج الماء والطعام، ومداخلهما ومجاريهما ومسيرهما في الأجسام، ومثل فرقه بين العقول والأوهام، ومثل تقديمه للمراضع في صدور الإناث، لعلمه بحاجة الأطفال قبل الإحداث، ومثل هداية أطفال البهائم إلى الرضاع لعلمه بفاقتها إلى الإلهام، ومثله صنع ذي الجلال والإكرام، لأن الطبائع لا تفعل أعاجيب التدبير، ولا يتم ذلك إلا بالله العليم الخبير، الواحد الأحد السميع البصير، الفرد الصمد العليم القدير، مصلح الأمور بالأمور، والعالم بعجائب التقدير، والمحسن في العباد بالتصوير، وما لا يحصى من عجائب التدبير، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وسلم تسليما.
- - -
كتاب الأدلة
كتاب الأدلة
إن الله جل جلاله خلق الخلق لإظهار حكمته، ودلهم على نفسه بآثار صنعه، وجعل أقرب الأدلة عليه لخلقه، ما ركب فيهم من عجائب فعله، فكل ما فطر فهو دليل عليه، وهاد جميع العباد إليه، فالحمد لله الذي هدانا إلى معرفته، وامتن علينا بإظهار حكمته، وابتدأنا بفضله ورحمته، وبعد:
Shafi 238