Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Nau'ikan
وأما الوجه الثاني فهو: حب الله لأوليائه المؤمنين، وهو ثوابه ونعمته للمطيعين، والله غني عنه وغير محتاج إليه، لأن المحتاج إلى الرزق لا يكون إلا مبنيا على الحاجة إليه، والله يتعالى عن الحاجة إلى الأرزاق، واجتلاب النعم والأرفاق، لأن الذي يرتزق ويغتذي (1)، لا يكون إلا مضطرا غير غني، ومن كان مضطرا فهو فقير إلى اللذات، مبني على الحاجة إلى الشهوات، والملتذ لا يكون إلا جسما مجتمعا، متحركا أو ساكنا، وقد بينا حدث الجسم فيما تقدم من كلامنا.
والبغض يخرج على وجهين:
فمن ذلك: بغض الآدميين، وإضمار كراهة (2) ما يكرهون، والله يتعالى عن شبه المخلوقين.
والوجه الثاني فهو: بغض الله الكافرين، وهو أليم عذابه ونكاله للفاسقين، والله ليس بذي جسم فتحله الآلام، ولا بذي شخص (3) فتلعقه الأسقام، بل هو رب العالمين، وفاطر السماوات والأرضين، فتبارك وتعالى عما يقول الظالمون، وتقدس عما يتفوه به الجاهلون، وتنزه عما يقول المفترون!!!
مسألة
وكذلك إن سأل فقال: أيكرم الله نفسه أم يهينها؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: من هذه (4) المسالة ما هو من المحال، ومنها ما يليق بالله ذي الجلال، لأن الكرامة على وجهين:
كرامة تنزيه عن الظلم والعدوان، وذلك أولى ما وصف به لرحمن، فهو يكرم نفسه عن ذلك جل جلاله، وكرمت عن الجور والدناءة أفعاله.
والوجه الثاني: فكرامة النعيم، وما يتعالى عنه الواحد القديم، وهذه الكرامة فتستحيل على (5) الله الرحمن الرحيم، وكذلك الهوان على وجهين يستحيلان على (6) الرحمن:
فوجه هوان دناءة الأفعال، والجور والسفه في الأعمال، وذلك منفي عن الله ذي الجلال.
Shafi 231