Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Nau'ikan
وإن قلت: إن أصول الحيوانات، كانت ميتة كسائر الجمادات، ففي(1) موتها والحمد لله دليل على صانعها ومميتها، والممتن عليها بعد إماتتها لحياتها، والمظهر لصنعه في إحكام أدواتها، والمنعم عليها بكفايتها، والعالم بحاجتها إلى جميع آلاتها، والمتفضل عليها لعلمه (2) بعافيتها.
- - -
باب الرد على الجوهرية
وزعم صنف من الملحدين وهم أصحاب الجوهر أن الهيولى - وهو أصل الحيوانات - جوهر قابل للأعراض، وأن معه قوة قديمة وهو قديم، فحرك القوة فحدث البرد فقبله، ثم حرك (3) القوة فحدث الحر فقبله، ثم قبل اليابس والرطوبة.
قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم عليهما السلام: فأي عاقل يجوز عليه قول من قال من الجوهرية، أن الطينة الميتة معها قوة هيولية أصلية، قديمة عنصرية، تدبر لها نفسها، حتى تصير مدركة حيوانية، بعد إن كانت ترابية مواتية، وقد وضح في عقول ذوي الألباب، فساد ما (4) ادعوا من قوة التراب، وكيف يتوهم ذلك متوهم غوي؟! فضلا عن عاقل سوي، وأنى يكون ذلك من فعل التراب وهو موات ضعيف غافل؟! وقد عجز عن ذلك وهو حي حكيم سوي عاقل، وكيف يكون للطينة قوة هيولية، وليس لها إرادة ولا مشية، وهي إذ ذلك غافلة مواتية؟! وإذا عجز الجوهر في حال بلوغه وكماله، عن تدبير صورته وأوصاله، فهو في حال موته ونقصانه، أحرى بالعجز من إحداث خلقه وتبيانه!! وإذا عجز الجوهر(5) في حال حياته وقوته، فهو أحرى بالعجز في حال موته وغفلته.
ودليل آخر
لا يخلو الجوهر الذي ادعيتم قوته وادعيتم خلقه لنفسه (6) من أحد وجهين:
إما أن يكون حيا حكيما عاقلا سويا، قادرا مدبرا قويا.
وإما أن يكون ميتا غافلا ضعيفا.
Shafi 205