Majmu'at al-Rasa'il al-Kubra li Ibn Taymiyyah
مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية
Mai Buga Littafi
دار إحياء التراث العربي
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
يخلق شيئاً من أفعال العباد. وقابلهم الخائضون في القدر من المجبرة مثل الجهم ابن صفوان وأمثاله، فقالوا ليست الإرادة إلا بمعنى المشيئة، والأمر والنهي لا يستلزم إرادة، وقالوا العبد لا فعل له البتة ولا قدرة بل الله هو الفاعل القادر فقط. وكان جهم مع ذلك ينفي الأسماء والصفات، يذكر عنه أنه قال: لا يسمى الله شيئاً ولا غير ذلك من الأسماء التي تسمى بها العباد إلا القادر فقط، لأن العبد ليس بقادر. وكانت الخوارج قد تكلموا في تكفير أهل الذنوب من أهل القبلة وقالوا إنهم كفار مخلدون في النار. فاض الناس في ذلك وخاض في ذلك القدرية بعد موت الحسن البصري، فقال عمرو بن عبيد وأصحابه لا هم مسلمون ولا كفار، بل لهم منزلة بين المنزلتين، وهم مخلدون في النار، فوافقوا الخوارج على أنهم مخلدون، وعلى أنه ليس معهم من الإسلام والإيمان شيء ولكن لم يسموهم كفاراً واعتزلوا حلقة أصحاب الحسن البصري مثل قتادة وأيوب السختياني وأمثالهما.
﴿ فسموا معتزلة من ذلك الوقت بعد موت الحسن ﴾ وقيل إن قتادة كان يقول أولئك المعتزلة.
وتنازع الناس في الأسماء والأحكام، أي في أسماء الدين مثل مسلم ومؤمن وكافر وفاسق، وفي أحكام هؤلاء في الدنيا والآخرة. فالمعتزلة وافقوا الخوارج على حكمهم في الآخرة دون الدنيا، فلم يستحلوا من دمائهم وأموالهم ما استحلته الخوارج، وفي الأسماء أحدثوا المنزلة بين المنزلتين، وهذه خاصة المعتزلة التي انفردوا فيها وسائر أقوالهم قد شاركهم فيها غيرهم.
( وحدثت المرجئة) وكان أكثرهم من أهل الكوفة ولم يكن أصحاب
28