237

============================================================

فقالوا : نبايعك فأنت أحق بها، فقال : إنما ذلك لأهل بدر، فمن رضوا به.. فهو الخليفة، فلم يبق أحد إلا أتي عليا ، فلما رأى ذلك.. خرج إلى المسجد، فصعد المنبر، وكان أول من صعد إليه وبايعه طلحة، ثم بايعه الباقون .

ولما دخل الكوفة. قال له بعض حكماء العرب : لقد زنت الخلافة وما زانتك، ولهي كانت أحوج إليك منك إليها.

وله في قتال الخوارج عجاتب ثابتة في الصحيح مشهورة.

وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيقتل.

ونقلوا عنه آثارا كثيرة تدل على أنه رضي الله عنه علم السنة والشهر والليلة التي يقتل فيها، وأنه لما خرج لصلاة الصبح حين خرج، صاحت الإوز في وجهه، فطرذن عنه، فقال : (دعوهن ، فانهن نوائح) وقال محمد بن سعد : قال أهل السير: انتدب ثلاثة من الخوارج : عبد الرحملن بن ملجم المرادي- وهو من حمير، وعداده في بني مراد، وهو حليف بني جبلة من كندة - والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكير التميمي ، فاجتمعوا بمكة، وتعاقدوا ليقتلن علي بن أبي طالب، ومعاوية، وعمرو بن العاصي، فقال ابن ملجم: أنا لعلي، وقال البرك : أنا لمعاوية، وقال الآخر: أنا لعمرو، وتعاهدوا ألا يرجع أحد عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه، وتواعدوا ليلة سابع عشرة من رمضان، فتوجه كل واحد إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يريد قتله، فضرب ابن ملجم عليا بسيف مسموم في جبهته، فأوصله دماغه في الليلة المذكورة في ليلة الجمعة، ثم توفي علي رضي الله عنه في الكوفة، ليلة الأحد، التاسع عشر من رمضان، سنة أربعين، وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم، وكفن في ثلاثة أثواب، ليس فيها قميص ولا عمامة ورؤينا: أنه لما ضربه ابن ملجم. . قال : فزتث ورب الكعبة ، قالوا : ولما فرغ علي من وصيته.. قال : (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، ثم لم يتكلم إلا كلمة الشهادة (لا إلله إلا الله) حتى توفي، ودفن في السحر، وصلى عليه ابنه الحسن، وقيل : كان عنده فضل من حنوط رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوصى آن يحنط به توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الأصح وقول الاكثرين ، ورثاه الناس فاكثروا فيه المرائي، ودفن بالكوفة

Shafi 237