.416 حة1) ~~1ل ر اد وتذكرة اولي الالباب تأليف الشتخ الإمام العثا لوالورع الشييف محر بز الحتسن بزعيذ الله ايحسي نا لواطى او.
حكه الله تعالى عني به محماراهيانخزر محمد زالريا قاسم المقداد صطف الله عبد الشعبد النلامحميد ان ب 9 را
Shafi 1
============================================================
[الاث لبنان- بيروت - فاكس: 286230 الظبتعة الثانية 20081428م جميع الحقوق محفوظة للناشر الملكة العربية السعودية - جدة حي الكندرة - شارع أبها تقاطع شارع ابن زيدون ماتف رتسى 6326666 - الادارة 6300655 المكتبة 6322471 - فاكس 6320392 . ب 22943 جدة 21416 6 13 اه وتر لول: للتاب ا ولس اس سله 18 1011150 1 :ه1-
Shafi 2
============================================================
4 [7 نار،41
ا.
Shafi 3
============================================================
لخلث ال فزلاالنا بجويفنل لشتفر(للري .سيرل فهفره براليد وق بى وين ر شم نطافم فهو داستور وضاؤ جليت فبه عمقايق النزيل، وازير(اي جقائى وامرفة دمان (ولنلكان (لوفع (لزين قر ولر اريى ولطلم والقجت ونسج لار قلاع رفكم.. نا بحديا رن لالن نح القوى: وبايانا فخلهن غل ون يعين. (لادب قين لابارير اللاماح في (عمافه، وسرت روع للوفي في(وصاله . ولمانيى خملى خلفا جر تدلر
Shafi 4
============================================================
1 الو بعية المعتس //// 6 الاماراخ ببري عده: الملكة العربة السعردية : دار التهاج لنشر والوزع - جدة ن. 2255352a_ دس: 222537 :32- :520392 دار النقه ابرط 5921 :0 ه دلر كوز العرف جده واجعه ابو 5565_ ": 150 ( بن اووا د بوله الكوت: الوب جده هلو الان الكت 268690 : 14: هلو الضاء النشر والورح علفا حس : 265910 والرن ج قوله كطر: د الالمى الهوحة ه الاسدى هو الكرم لكة البرين : كا لزار الباز مكة المكرمة الروق النة 2220 12236 لس: 122936 ة الصف- العش رهه مر العريه: او اللام القاهر 2742901519 الزمان الدين الورة البودية المربة الورية: لو التل عى الكان الرباس ود النة: ترع (خرموت) ه الرهر الربان :1930_ س: 110130 و الارهاذ كمة جرى الرياض ابلسهوره اللسنة: وجمع لروعه داحل الملكة وحرجه الدار العري لللوم بروت 24230: _285 26 ار العدمي الربان رهة ادون: ن: 1924796 علو اللوم الامدسة موديي هار اطل- الرياض الددهة التركية: ة الارهاد اسسبول ال 212381200 :
Shafi 5
============================================================
EMPTY PAGE?
Shafi 6
============================================================
درو (88و ( إل من خد عوا بكريق الأنيا الرانف..
الك الذين مالواعن الطريق. فتفرقت يهم الشمل.
الى المتعطشين الى سير الصفوة من السلف الصالع..
الى اخوان الحبيب . الذين اشتاق إليهم.
الى الضرباء.. وظوى للغرباء.
الى من أراثوا الزاد الوافر والذكر العاط. والنورالشافر والشناء الباه.
اليهم جميعانهدى 8126 (47[ نار،31 ان وتذكرة أولي الآلباي للتزؤدوالاقتباس والتأسي والتسلي والتواسي - والتواصي بالحق والتواصي بالصبر
و ربنا افتح بيننا ويين قوهنا يالچق وأنت خيرالفاتحين ل
Shafi 7
============================================================
1 4 2 3 2
Shafi 8
============================================================
بين يدى اليكتاب (ذكيتور محمهعيزاا يدة الار الحمد لله الذي أجرى في عباده الصالحين أسرار الاصطفاء في العالمين، واستخلص منهم صفوة الصفوة ، الذين اختارهم لقربه، حين آنسوا بذكره، فهم الذين وصفهم الله في كتابه باسم الرجال بقوله : (ين الثومنين رجال صدقوأما عهدوا الله عليه) والصلاة والسلام على صفوة الأنجاب، ومجمع الأحباب، سيدنا محمد وآله وصحبه الأطياب.
آما بعد: فإليك - أيها الموفق - كنوزا تشع بعزيز الفوائد ، وجميل العوائد، مكنونة في " مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب" . . الذي هو ملتقى الأرواح العلوية ، ومعقل الأنفس الزكية ، ومصباح السالكين في الطريق للوصول إلى رب العالمين: إنه كتاب أضاءت صحائفه بسير كوكبة من أئمة الزهد وأقطاب الورع ، الذين طاروا إلى كل مقام محمود، وامتزجت أنفاسهم العطرة بذاك المنهج الأسمى، الذي يهب آله النعيم السرمدي في الأخرى، ويسبغ عليهم حلل العزة في الأولى، وهما مطلب السعداء .
وحين صفت السرائر، وتأدبت الجوارح. . دارت مع النواهي والأوامر، وهرولت إلى مقام الأنس، متقربة إلى المولى- تقدست أسماؤه- بكل محبوب لديه، فأشرقت بالرضى، ونعمت بالقبول، وفازت بالمحبة، وذلك غاية ما يسعى إليه الصادقون فكان هلؤلاء الصفوة متأهلين لتوارد ذلك الفيض الرباني على قلوبهم ، المتمثل في الحديث القدسي الذي جاء فيه : "فإذا أحببته. كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني. . لأعطينه، ولئن استعاذني. لأعيذنه " أخرجه البخاري في "صحيحه
Shafi 9
============================================================
والكتاب أشرق نوره بجعل من ححكم أولاء الأبرار، وعبارات ترشد إلى البر والهداية، لو كتبت بماء الذهب. . لكان ذلك قليلا في جانب مكانتها، وقوة أسرها للأفئدة وقد طروزت صحاثف هذا السفر بأخبار وقصص وحكايات هادفة، ولكل من هذذه الأنواع مناخه الروحي، ومشربه السلوكي ، وتكاد كل قصة أن تكون كاشفة عن حال أناس؟
إذ هي مطابقة تماما لأحوال فئة في عصرنا، كأنما قصدتهم بتلك الأحداث دون سواهم، ومن هذا التطابق يبدو التفاعل جليا ، والتأثير بينا، فيلتمع في زوع الناظر فيها الإشعاع السلوكي الذي يعنق به إلل مراقي الفلاح، ويندفع ميالا إلى التقمص بتلك الشخصية من خلال الاقتفاء النير.
وإن من يقرا هذذا الكتاب. . فسيمر بأخبار غريبة، وأقاصيص عجيبة، نسج خيوطها رجال الزموا انفسهم بأشياء عظيمة، وما وصلوا إلى مرتبة المراقبة إلا بتلك المكابدات ، وجهاد الأنفس، والصدق مع الله تعالى، والإخلاص في طاعته، والتجرد عن كل المعوقات التي تثقل الأرواح عن السبح في آفاق المعالي : ولما كان النقاد هو الحاكم البصير؛ فلا بعرف الجوهر النفيس إلا الجوهري ، وكان الواسطي واسطة العقد في المتاخرين ، وهو فارس في ميدان السلوك. . استطاع أن يسبر أحوال القوم ، وأن يقيم الأدلة الساطعة على مشكل الأحوال ، وأن ينزل كل حالة على نوع معين، ويتميز بذلك الأسلوب العلمي البين ، الذي لا يفتقر إلى مزيد إيضاح ، ولا يؤتين من إخلال، بل كل كلامه زبد مستخلصة، فلا حشو ولا تطويل، ويذكر الدليل ، ويشير إلى التعليل: ورغم أنه لم تسعفنا المصادر التاريخية بوافر ترجمته، بل كانت شحيحة مقتضبة .. إلا آنا نستطيع استجلاء مكانته العلمية من هذذا السفر المبارك، واستنكاه عبير علمه من أزاهير ارفه ولئن سبقنا القوم على خيل دهم ونحن على حمر معقرة(1). . فعزاؤنا أنا ندين الله تعالى بحبهم ، ونتقرب إلى المولى بولاتهم ، وقد صح أن : " المرء مع من أحب "(2).
إلا أن هلذه المحبة الصريحة تقتضي أن ننطلق في مهيعهم، ونتقفى سبيلهم، ونجتهد (1) عقرة : آي مجرحة، من (عقره) إذا جرحه، فهوعقير، وهم عقري : كجريح وجرحن (2) اخرجه البخاري (5416)، ومسلم (4640) .
Shafi 10
============================================================
كما اجتهدوا، ونستبق إلى مراتب الأخيار، ونعزم على لي عنق الشهوة ؛ فلا نركن إلى الملاذ.:.
فكل من سار على الدرب وصل وللكن الذنوب جراحات ، ورب جرح وقع في مقتل ، فهل نخرج بالعزم من هذذا الفتاء الضيق إلى ذلك الفناء الرحب ، الذي فيه ما لا عين رأت 4 الا بكغ الله الحمى من يريده وبلغ اكناف الحمى من يريدها وإنما يبلغ الحمى من وطن العزم على المكاره، وأتعب نفسه اليوم رومأ لراحتها غدا، والطريق محفوف بالمشاق، فهو طريق : (تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، وؤمي في النار الخليل، وأضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داوود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذي محمد صلى الله عليه وسلم)(1).
فلا نجاة إلا بالمجاهدة، ولا قرب إلا بالمكابدة ثم إن الناظر في هذذا السفر الجليل، والمتتبع لسير هؤلاء الأعلام الموفقين.. سوف يشعر حقيقة بالفجوة الهائلة المعترضة بيننا وبينهم، فيما يتراءى لنا نتيجة تكبلنا بسلاسل الشهوات، وإغراقنا في المتع والملذات، مما تسبب في تضاؤل القوى الروحية التي تغلب جيوش النوازع الدنيا .
ومن العوامل المثبطة من إذكاء الجذوة الإيمانية . . تلك التغيرات الجذرية، والتناقص المطرد في المعارف الإسلامية، نتيجة للترهل الثقافي المادي ، الذي استحوذ على حيز كبير من فكر المسلم ، إضافة إلى عوارض اجتماعية، وإفرازات حضارية لم تكن مائلة قبل على الساحة الإسلامية، وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام إذيقول : " لا يأتي عليكم زمان ..
إلا والذي بعده شؤمنه، حتى تلقوا ربكم"(2).
بل إن المجتهد في الشير على نهج القوم في العصر الحاضر، المشحون بالعوائق..
سيصطدم بعقبات وعقبات، وربما لفحه هجير المعارضات، وإذا به غريب بين مواطنين (1) الفوائد" لابن القيم (ص 67).
(2) رواء البخاري (6657) في (الفتن) من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعا
Shafi 11
============================================================
وشاذ بين متفقين ، ولذا كان من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم قوله : " إن الإسلام بدأ فريبا، وسيعود غريبأ كما بدأ.. فطوبى للغرباء"(1).
هذذا وإن المتشبع بأخبار القوم حينما تتكشف له تلك المجاهدات الروحية لهؤلاء.: يدرك أنهم لم يصلوا إلى أعلى المقامات إلا بعد أن كابدوا المشاق، وقام عراك عنيف بينهم وبين نوازع النفس الدنية، حتى أماتوا هاذه الميولات في داخلهم، وتغلبوا على النفس الأمارة، وكبحوا جماحها بلجام التقوى، وطؤعوها إلى وجهة الأبرار، وأشبعوها بغذاء الأخيار، فكان هلذا الصنف ممن عناهم التنزيل الحكيم في قوله : { وأما من خاف مقام ريده وتهى النفس عن المولا * فإن الجنة هى التأوى) (1) ولا مراء أن هذذا المجمع العلمي المفعم بسير أقطاب الزهد والورع وآثارهم. . يحمل في طياته العلاج الناجع لداء القسوة والعجب والكبر وغيرها من الأدواء ؛ لأن رجال هذذا المجمع هم أطباء القلوب، بما آتاهم الله من العلم والحكمة ، لأن مداهم وهبهم هدى آخر فيضيا ، كما قال تعالى : وألزين أفتدوا زادهر هدى ومائكهم تقونه)، فلذلك كانوا مصابيح الهدى، وأئمة السلوك.
وإذا كان قد دخل الناس التار من ثلاثة أبواب كما يقول ابن القيم (2) وهي : -باب شبهة : أورثت شكا في دين الله .
باب شهوة : آورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته باب غضب : أورث العدوان على خلقه فإن التأسي بهؤلاء ، والتهل من سيرهم ومجاهداتهم ، والجري في ميدان استقامتهم.
يجعل المتأسي بتوفيق الله تعالى ميالا عن هلذه الأبواب، حائدا عن طرق الردى: وقد يستغرب بعض آهل هذذا العصر شيئا مما ورد في هذذا الكتاب من آخبار وسير أصحاب القرون المتقدمة؛ من زهد في الدنيا ومتاعها، وزخرفها وزينتها، إلى غاية وإلى حد لا يصل إليه التصور، وللجواب عن ذلك . فإننا نعكس الأمر (1) اخرجه سلم ني (صحيحه * (140) عن ابن عبر رضى الله عنهما.
(2) الفوائد" (ص89)
Shafi 12
============================================================
بمعنن: لو قدرنا مشاهدة أصحاب العصور المتقدمة لأهل هذا العصر، وما هم عليه من تفان على الدنيا، ومن تفنن وتبصر في استجلابها، والتمتع بها، ومن الانكباب على الشهوات والملذات، وصرف الأوقات والأعمار في ذلك . . لحكموا علينا بالجنون11 فهم رضوان الله عليهم زهدوا في الفاني، ونحن بكل أسف زهدنا في الباقي، وشتان بين الفريقين ، وعند الصباح يحمد القوم الشرى.
وقد جلى لنا ذلك الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى بقوله : (لو كانت الدنيا ذهبا يفنى، والآخرة خزفا يبقى.. لاخترنا خزفا يبقى على ذهب يفني) فكيف إذا كان بالعكس ؟!!
ثم لم يستعظم الإنسان أن يكون له خصلة من خصال التشبه بهلؤلاء الرجال، وما المانع أن يكون حتى مثلهم ولو في بعض الخصال ؟! كما قال الشاعر : وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالك رام فلاح بل إن تنوع أحوالهم وطبقاتهم وسلوكهم. . يعطي فرصة لكل أحد أن يأخذ في التشبه مع ما يتناسب وحاله، فكما قيل: من فاته العلم. . لم يفته المحراب، ومن فاته المحراب.
لم تفته الاداب... وهدكذا.
ثم إن اهتمام رجال هذذا المجمع بأمور أخرى تماما تصب في ابتغاء رضوان الله سبحانه وتعالى، فهم حريصون على ألا تفوتهم لمحة ولا يمر عليهم نفن إلا ويؤجرون عليه، لذا فإنهم كانوا يكرهون فضول الكلام، ويحبون التحقق بترك ما لا يعنيهم ، مع همم عالية في الخير وأعمال البر، وكان من مقاصدهم : التقليل من العادات التي قصمت الظهور، والتبري من الكلفة، فبذا وغيره.، صفت أوقاتهم، واستنارت بصائرهم، وطاب زمانهم، رضوان الله عليهم وتراجم هذا الكتاب موسعة، وتكاد أن تكون بعض التراجم كتبا مستقلة، فترجمة الإمام أحمد بن حنبل استغرقت (42) صفحة، وترجمة الإمام الشافعي (50) صفحة، وترجمة الإمام الثوري (56) صفحة، وترجمة الإمام إبراهيم بن آدهم (36) صفحة، وغيرهم وغيرهم.: هذذه الشخصيات الخالدة الواردة في هاذا الكتاب. . هي من آثار الشيوخ الصادقين، والوعاظ المحتسبين، والزهاد المباركين، والعلماء العاملين، والمجاهدين المخبتين،
Shafi 13
============================================================
ظهرت في المجتمع فأنتجت هذه الصور الطيبة، لشيوخ وشباب، ونساء وفتيات، من جيل السلف، رضي الله عنهم ونحن نطمع في فضل الله أن يكون ظهور هذا الكتاب سببأ في استتساخ هاذه الشخصيات العظيمة في عصورنا هذه، وما ذلك على الله بعزيز وكم كان المؤلف موفقا حينما ختم كتابه بترجمة السلطان العادل نور الدين محمود والسلطان صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنهما، وكأنه أراد إظهار وتجلية قول المعصوم صلى الله عليه وسلم حيث قال : "صنفان من أمتي إذا صلحا.. صلح الناس: العلماء والأمراء"(1)، وفي هذا أعظم البيان والتوضيح لمعنى صلاح الراعي والرعية إن هذذا الكتاب يحوي أخبار الشطر الأكبر من الألف الأول من الهجرة ، وإن كان قد ظهر ويظهر في الأمة فيما بعد عصر المؤلف صور مباركة مستمدة من ذلك المعين، إلا أنها أقل من الزمان الأول ، فلقد ظهر علماء اكابر من أمثال ابن حجر، والإمام السيوطي، والإمام زكريا الأنصاري، والسيد مرتضى الزبيدي، ومن الأنمة : السلطان محمد الفاتح، وغيرهم وغيرهم... الى عصرنا الحاضر، وكم في الزوايا من الخبايا.
ولذلك فلا يجوز لأحد أن يطعن فيهم ؛ لأنهم هم من أوصل الدين إلينا، ومن يطعن فيهم.. فإنما يطعن في أصلهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " يحمل هذذا العلم من كل خلف عدوله"(2)..
وقد حذر صلى الله عليه وسلم من لعن آخر هذه الأمة أؤلها (3)، وألذي جاهو من بعدهم يقولو ربنا اغفز لنا ولاخواننا الذيب سبيونا بالايسن ولا تجعل فى قلوينا فلا تلزين * امثوا ربنا إنك رموف رحيم.
ومؤلف الكتاب - رضي الله عنه - من رجال الأمة ، وهو يتكلم بلسان أولي التحقيق والعناية، وذلك يدل على وصوله إلى رتبة عالية، رضي الله عنه.
(1) اخرجه أبو نعيم في * الحلية "(69/4)، والديلمي في " الفردوس" (204/2).
(2) اخرجه البيهفي في "الكبري" (209/10) .
(3) اخرج الامام الترمذي (2210) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا فعلت أمتي خم عشرة خصلة..
حل بها البلاء ، قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال : . . . ولعن آخر هدنه الأمة أولها. . فليرتقبوا ثم ذلك حاحمراه، أو خسفا ومخأ
Shafi 14
============================================================
(2) ودونك زبدة "الحلية" مخضلة الربى، دانية الجني، مواعظها باسقة، وحكمها متناسقة، درها يتيم، ونسيمها عليل، رياضها آهل بثمرات الاعتبار، ومنهلها عذب مبارك، فطوبى لمن ورده وبل الصدى، وقطع عنه العلائق وفاز بالرضى زل طيت وماه مين ونرى أرضها بفوح هييرا وسعدا لمن تأسى بأولئك، واستجاشت مشاعره رغبة إلى ما هنالك، وتشرب جوهره من رحيق حبهم، فاقتفى مسلكهم، وتفكر في جواهر كلمهم وعزيز حكمهم؛ فإن ذلك أدعن إلى حسن الاقتداء، والانخراط في سلك الأصفياء : فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح (3) إن "حلية الأولياء" كتابت من غرر التراث، وسفر ينضح بالأصالة الدينية، ويبزز مآثر الاستقامة؛ فهو سفر بل أسفار جامعة لتراجم أعيان أولي الفضل، من علماء هذذه الأمة وصلحايها، وأقطاب العصور وزهادها فقد نظم سلكه مآثر القوم ، وصدحت حمائم رياضه بجميل المحاسن، فجلى لنا بأسانيد الثقات سيرا عطرة، وجمع من حكمهم دررا كانت قبل منتثرة، وقيد فيه من كراماتهم ما يؤذن بمكانة هؤلاء الأعلام النبلاء ، والأئمة الأتقياء الأصفياء .
(4 بيد أن نفس الإمام الحافظ أبي نعيم كان طويلا، وأحاديث " حليته " شغلت حيزا كبيرا ، حتى أصبح أشبه بالمسند؛ لأنه إمام حافظ، وضابط متقن، ولذلك استقى من معين النبوة مثات الأحاديث، وأسندها بأزيتها وخطمها، وربما امتد حفظه إلى تبيان علل خفية، وغوامض إسنادية، اكتنفت تلك الأحاديث، وهو علم لا يفقه كنهه العامة، ولا يهش إلى خفاياه إلا الخاصة، وجمهرة الناس يظنون - بل يعتقدون - أنهم عن ذلك في غنية ومن جهل شيئا. عاداه وعلى كل.، فقد أضحى هلذا الكتاب على غرر المحاسن مشتملأ، وعلى عزيز الفوائد
Shafi 15
============================================================
عاقدا، فهو غزير العلم، بطين المحتوى، متناسق المباني للكن العامة - وهم الكثرة الكاثرة - أحجمت عن ارتياد مغانيه، وتقاصرت آفهامهم عن اجتلاء جل معانيه، وكلت الهمم عن الإحاطة بمعالمه، حتى انحسر زواره، واقتصر على أولي الاختصاص؛ إذ أصبح مرجعا مهما لأولئك المحدثين ، الذين ينقبون عن الرواة، ويمصون الأسانيد، ويثنون بالمتابعات والشواهد، فكادت ضخامته تحجبه عن الجمهرة ، إلا أن الحال كما قيل : و اذا الحيب آتى بذنب واحا جاءت محاستة بألف شفيع (5 ثم قيض الله تعالى لهاذا المرجع الأثري، ذي النفس الصوفي ، الإمام الحنبلي ، الواعظ البارع، والمحدث الناقد، أبا الفرج عبد الرحان بن علي ابن الجوزي (ت 597ه) فاختصره وحبره، وحذف منه أسانيده ومكرره، ثم أوفي عليه من المواعظ الحسان، وعيون الأخبار والبيان، ما طرز به حواشيه، وذقب به نواحيه، فازداد حسنا على حسنه، وملاحة على جماله، لا سيما وأبو الفرج فارس الميدان في مخاطبة القلوب المستوحشة، وامتلاك أزمة الفصاحة ؛ فقد كانت عظاته تنشق منها الأفئدة لقوة تأثيرها، وتهمي العيون من عظيم وقعها، وهو صاحب القلم السيال، والسحر الحلال، فكان كتابه بحق: "صفة الصفوة"، فهو يكتنز علوما جمة، تروي العطشان، وتشبع النهم القرم حتى يؤوب جذلان: (2) ومع التماع هاذه المحاسن من ثنايا هذذا الكتاب .. غير آنه كان بحاجة ملكة إلى من يستخلص زبده، ويصطفي لبابه، ويختار من مواعظه ورقائقه، وينتفي من آزاهير حكم ما كان أعظم وقعا في النفوس ، وألصق بسير المعاصرين ، وأنفذ إلى قلوبهم .
علاوة على آن هناك مواطن محصورة كانت بحاجة إلى تحرير، ومساتل معدودة لابد من إعادة النظر فيها، وإضافات تبدو جوهرية يتطلب المقام إيرادها، وفي طي ذلك نفائس مستجادات، وفوائد مهمات نافعات، بل وإحياء لعيون من الأخبار كان ابن الجوزي آثر حذفها، ووأدها في دهليز الاختصار.
Shafi 16
============================================================
لذلك كله : قيض الله تعالى لهذه الغاية السامية، والأهداف العلية الإمام الشريف محمد بن الحسين بن عبد الله الحسيني الواسطي رحمه الله تعالى (717_ 776ه)، ويبرز منهج المؤلف جليا في قوله : (ولما رأيت أن كلا من الكتابين بمفرده لا يشفي السقام ، ولا يظفر منه بالمرام. . أحببت أن أجمع كتابا يكون لمحاسنهما حاويا، ولما سوى ذلك طاويا، وأحذف الأسانيد والحكايات المتكررة، وجميع ما يجب حذفه، هذذا مع ما أضم إليه من النفائس المستجادات، والفوائد المهمات النافعات، وزيادة تراجم أئمة) اه(1) وها هو الكتاب منقحا محررا، مهذبا محبرا ، وهو يتطاول على أضرابه؛ لتوافر ثلاثة من الأئمة على إنجابه، فصار لسان الحال يترنم مومثا إلن " مجمع الأحباب" : وحسسان العلسم لما أن بدت أقبلت تحوي وقالث لي إلي اي كان لم آرها عندما أبصرث مقصودي لدي وأخيرا : فهذا كتاب " مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب" يتهادى في حلله القشيبة ، وطبعته المحققة الأنيقة، ولا سيما ذلك الجهد المشكور، المتمثل في تخريج الأحاديث النبوية ، بالدلالة عليها في مصادرها المتنوعة، إضافة إلى شرح الغريب ، ورد النصوص إلى أصولها.
لذا فإن دار المنهاج التي عنيت بذلك كله ، واضطلعت بإنجازه . . لا تزال وفية بما قطعته على نفسها من بذل ما في الوسع لإبراز هلذه الجواهر القيمة، التي تعد بحق من عيون التراث الإسلامي، ونشرها في الأفاق؛ لينتفع بها العام والخاص، لذا كان من الأدب الشرعي أن أشيد بجهود هذؤلاء القائمين على هاذه الدار، وأحي فيهم تلك العزائم المتوالية، التي أسدت إلى طلاب المعرفة هذذا السفر العزيز، مضافا إلى سجلهم المضيء : كما أخص بالثناء العطر أخانا الموفق : الشيخ عمر سالم باجخيف، الذي لم يأل جهدا في التنقيب عن مخطوطات التراث، وتصيدها من شتى الأقطار، تدفعه إلى ذلك همة عالية، ورغبة صادقة في انتزاع تلك الكنوز الأثرية من بطون مراكز المخطوطات ، ثم نشرها بعد خدمتها، فجزاه المولى سبحانه خير ما يجزي الصالحين والحمد لله رب العالمين (1) انظر مقدمة المؤلف.
Shafi 17
============================================================
الكلام على الترجمة ونشأتها، وأهم مدارسها وأنواعها تعريف الترجمة لغة واصطلاحا أتالفة. فهي كما يقول ابن منظور - رحمه الله - في لسان العرب" في مادة (ت، ر، جم): الترجمة: نقل كلام من لغة لأخرى، وتبيينه وتوضيحه، والثرجمان هو : المفسر للسان: وأما اصطلاحا. . فهي ايراد حياة الغير مين نريد الوقوف عليها بتفصيل مفيد، نأخذ منها ما نحكم به له أو عليه من خلالها(1).
المناسبة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحى : مما لا شك فيه : أن لكل معنى اصطلاحي ارتباطأ بمعناه اللغوي لا ينفك عنه، وهنا المعنى العام لمادة (ترجم) : الإيضاح والبيان، وبما أن صاحب الترجمة يكون غامضا وغير معروف : فإذا ما تمت الترجمة له. غدا شخصا معروفا، وكذلك عملية النقل تنقله من كونه مجهولا إلى كونه معروفا.. تسمي ترجمة.
أسباب نشأة التراجم وأهميتها نشات كتابة التراجم مع ظهور الكتابة؛ لأنها كانت موازية للتاريخ في النشأة، وتنوعت أسباب كتابتها من أمة لأخرى : فقد كان الإغريق يدؤنونها لأغراض ودوافع سياسية، أو خلقية، أو نفعية كما في كتب : "الأخلاق" و1 السياسة " لأرسطو.
وقد يكون المترجم مدفوعا بعوامل شخصية، أو صلات من القرابة، كما فعل (تاسيتس) مع حميه القائد الروماني (أجريكولا) في القرن الأول الميلادي فكتب : " حياة أجريكولا".
(1) انظر كتاب " كتب تراجم الرجال بين الجرح والتعديل " لصالح اللحيدان :
Shafi 18
============================================================
واستمر الحال على ذلك حقبة من الزمن تمتد حتى العصور الوسطى، في تلك العصور عقمت أوربة عن رجل يترجم لرجالاتها ، بينما كان التاريخ الإسلامي متربعا على عرشه وفي أزهى حلله: وقد أخذت التراجم بالظهور منذ القرن الثاني للهجرة الشريفة ، وتعد السيرة النبوية الشريفة أوسع ما ألف في التراجم الإسلامية ، وأقدمها ظهورا ، وأولاها باهتمام المؤرخين والكثاب؛ فقد كانت المحور الذي تدور حوله حياة الإسلام ونشأته واتساعه .
ثم نشا تدوين الحديث، وعلى إثره نشا الاهتمام برواة الحديث، مما أدى إلى ظهور كتب في نقد الرجال ، فوضعوا كتبا في الجرح والتعديل: وهكذا خدمت هذذه الكتب موضوع التراجم، ونبهت الأذهان إلى آن توضع تراجم أخرى لطبقات من الرجال تتفق في لون واحد من العلم أو الفن أو الصناعة ؛ كطبقات الصحابة، وطبقات الفقهاء والمحدنين. إلخ: وتتجلى الدواعي لتدوين التراجم وأهميتها في النواحي التالية : حاجة طالب العلم إلى مراجع في التراجم، يعرف من خلالها من تتردد أسماؤهم ويسأل عنها.
-النزاع بين الفرق الذي ربما كان سببه الجهل بسيرة إنسان معين، مما حدا بكل فرقة إلى تدوين تراجم رجالاتها: حاجة المربين إلى القدوة الحسنة ، المتمثلة في السلف الصالح، ولا شيء يؤثر في نفوس الناشئة ويساعد على تربيتهم مثل الحديث عن الذين آثروا في حياتهم سلوك سبيل الحكمة، وكانوا في تصرفاتهم مثلا صادقة في الإيمان بالله، وحب الخير، وعلو الهمة، وشجاعة القلب، وطهارة النفس ، وبذل الأرواح والأموال في سبيل الحق؛ لأن في ذكر المربي والمعلم سير هدؤلاء الرجالات الأبطال. تجسيدا عمليا للقيم والمبادىء، وهو أفضل عامل مساعد على إصلاح الناشثة والمجتمع دفع ظلم عن مظلوم، أو إيضاح لحقيقة ما؛ حيث تقوم بعض كتب السير غير الموئقة بذكر بعض الأخبار التي تشؤه صور بعض العظماء، وتحط من قدرهم العلي، كما وقع في بعض الكتب التي تحط من قدر ذلك الإنسان العظيم ، الذي كان يغزو عاما ويحج عاما؛
Shafi 19
============================================================
هارون الرشيد، فرمته هذه الكتب بالافتراءات العظيمة، وروت عنه أنه كان وكان.. مما لا يليق بمقامه، ولا حتى بمقام مسلم عامي فلا بد في مثل هذا الحال من كتب صحيحة النقول في التراجم؛ لترفع الظلم، وتمحو الظلام ، فترفع اللثام عن هلؤلاء البدور الأعلام .
ومن فوائد قراءة كتب التراجم : تثبيت الإيمان في قلوبنا، واتعاظنا بسير من قبلنا كما قال الله تعالل : ( ولا نقص عليك من أبله الرسل ما نييث يده فرادلك وجاه لك فى هلذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين} : وفي الختام : فقد أوجز الإمام الرباني، محيي الدين النواويي - عليه سحاتب الرحمة- هذذه المعاني السامية) حيث قال في أواخر خطبة كتابه ل تهذيب الأسماء واللغات 10/178) : (اعلم : أن لمعرفة أسماء الرجال، وأحوالهم، وأقوالهم، ومراتبهم.. فوائد كثيرة : منها : معرفة مناقبهم وأحوالهم، فيتأدب بآدابهم ، ويقتبس المحاسن من آثارهم ومنها : معرفة مراتبهم وأعصارهم، فينزلونهم منازلهم، وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم) ومنها : أنهم أئمتنا وأسلافنا، وكالوالدين لنا ، وأجدى علينا في مصالح آخرتنا التي هي دار قرارنا، وأنصح لنا فيما هو آعود علينا، فقبيح بنا آن نجهلهم، وأن نهمل رفهم)1ه وقال بعضهم : إن النظر في حكايات المواهب والكرامات، ومعارف العلوم الالكهيات.. تثير الهمم الى طلب المراتب العاليات، وترفعها عن حضيض مقاعد قواعد الخوالف ، إلى أوج أفلاك فوائد من سبق من القرون السوالف .
اللهم؛ انفعنا بما نسمع ويما نقرأ، واجعله حجة لنا، ولا تجعله حجة علينا، يا رب العالمين مدارس التراجم وبعض كتبها لم تكن كتب التراجم مقصورة على رجال الحديث فحسب، بل لا تكاد تجد طائفة تنسب إلى علم أو فن أو كان لها في التاريخ الإسلامي أثر .. إلا ولها من كتب التراجم نصيب، ومن هنا تعددت مدارس التراجم، والتي سنذكر بعضها :
Shafi 20