178

============================================================

نعم فباتا يحرسانهم ويصليان، فسمع عمر رضي الله عنه بكاء صبي فتوجه نحوه فقال لأمه : اتقي الله وأحسني إلى صبيك، ثم عاد إلى مكانه، فسمع بكاءه، فعاد إلى أمه، فقال لها مثل ذلك، ثم عاد إلى مكانه، فلما كان آخر الليل.. سمع بكاء الصبي، فجاء إلى أمه، فقال لها : ويحك! إنك أم سوء، ما لي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة من البكاء ؟ قالت : يا عبد الله؛ إني أشغله عن الفطام ، فيأبى ذلك، قال : ولم ؟ قالت : لأن أمير المؤمنين عمر لا يفرض إلا للمفطوم، قال : وكم عمر ابنك هذا ؟ قالت : كذا وكذا شهرا، فقال : ويحكا لا تعجليه عن الفطام، فلما صلى الصبح - وهو لا تستبين للناس قراءته من البكاء - فقال : بؤسأ لعمر، كم قتل من أولاد المسلمين ، ثم أمر مناديه فنادى : لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام ؛ فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام ، وكتب بذلك إلى الآفاق : وقال أسلم رضي الله عنه : خرجت ليلة مع أمير المؤمنين عمر إلى ظاهر المدينة، فلاح لنا بيت شعر، فقصدناه، فإذا فيه امرأة قد أخذها المخاض وهي تبكي، فسألها عن حالها، فقالت : أنا امرأة غريبة، وليس عندي شيء، فبكى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وعاد يهرول إلى بيته، وقال لامرأته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما : هل لك في أجر ساقه الله إليك ؟ وأخبرها الخبر، فقالت : نعم، فحمل على ظهره عذل دقيق، ومعه شحم، وحملت أم كلثوم رضي الله عنها ما يصلح للولادة، وراح الى بيت المرأة، فدخلت أم كلثوم إلى المرآة، وجلس أمير المؤمنين رضي الله عنه مع زوجها وهو لا يعرفه يتحدث معه، فوضعت المرأة غلاما، فقالت أم كلثوم رضي الله عنها : يا أمير المؤمنين؛ بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل قولها. هاله ذلك واستعظمه، وأخذ يعتذر إلى آمير المؤمنين، فقال له : لا بأس عليكم، ثم أعطاهم نفقة، وانصرف.

زاد في رواية أخرى : طبخ عمر رضي الله عنه ما يصلح لها، فلما وضعت الغلام. . كان قد استوى الطعام، فقدمته أم كلثوم رضي الله عنها إليها، ثم انصرف عمر رضي الله عنه وأرضاه.

وقال أسلم رضي الله عنه : خرجت ليلة مع أمير المؤمنين إلى الحرة، فرأينا نارا على بعد، فقال : يا أسلم؛ هلهنا ركب قد قصر بهم الليل، انطلق بنا إليهم، فأتيناهم، فإذا امرآة معها صبيان يتضاغون، وإذا قدر منصوبة على النار، فقال أمير المؤمنين رضي الله عنه: سلام عليكم يا أصحاب الضوء، وكره آن يقول : يا أصحاب النار، فردت عليه السلام، فقال لها : يا أمة الله؛ ما بال هذؤلاء الصغار يتضاغون ؟ فقالت : من الجوع،

Shafi 178