161

============================================================

سمعوا في ذلك اليوم وتلك الساعة حين حاذوا الجبل صوتا يشبه صوت عمر : يا سارية بن حصن. . الجبل الجبل، فعدلنا إليه ، ففتح الله علينا) وأحوال عمر رضي الله عنه، وفضائله، وسيرته، ورفقه برعيته، وتواضعه، وجميل سيرته، واجتهاده في الطاعة وفي حقوق المسلمين.. أشهر من أن تذكر ، واكثر من أن تحصى، ومقصودنا في هذذا الكتاب - كما تقدم - الإشارة الى بعض المقاصد.

ولي الخلافة رضي الله عنه باستخلاف أبي بكر رضي الله عنه .

وكان أبو بكر شاور الصحابة في استخلافه عمر، فأشار به عبد الرحمان ابن عوف، وقال : هو أفضل من رأيك فيه، ثم استشار عثمان بن عفان ، فقال : أنت أخبرنا به، وعلمي به آن سريرته خير من علانيته، وأن ليس فينا مثله، وشاور معهما سعيد بن زيد، وأسيد بن حضير، وغيرهم من المهاجرين والأنصار، فقال أسيد : هو أعلم للخير بعدك، يرضى للرضى، ويسخط للسخط، وسريرته خير من علانيته، ولن يلي هذذا الأمر أحد أقوى عليه منه.

ثم دعا أبو بكر عثمان بن عفان، فقال : اكتب : بسم الله الرحمان الرحيم، هذذا ما عهد أبو بكر ابن آبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها، وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها، حين يؤمن الكافر، ويوقن الفاجر، ويصدق الكاذب، إني مستخلف عليكم بعدي عمر بن الخطاب، فاسمعوا له وأطيعوا، فاني لم آل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ودينه ونفسي وإياكم خيرا، فإن عدل.. فذلك ظني به، وان بدل.. فلكل امريء ما اكتسب ، والخير أردث ، ولا أعلم الغيب ، ( وسيعلر الزين ظلموا أى منقلب ينقلبون) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم آمره فختم الكتاب، وخرج به إلى الناس، فبايعوا عمر جميعا، ورضوابه، ثم دعا أبو بكر عمر، فأوصاه بما أوصاه ، ثم خرج، فرفع أبو بكر يديه مدا ، ثم قال : اللهم؛ اني لم أرد بذلك.. إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة، فعملت فيهم ما آنت أعلم به مني، قوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم، وأحرصهم على ما أرشدهم، وقد حضرني من آمرك ما حضرني، فاخلفني فيهم، فهم عبادك ونواصيهم في يدك، وأصلح لهم ولايته واجعله من خلفائك الراشدين ، يتبع هدي نبي الرحمة، وأصلح له رعيته زاد في رواية أخرى : ثم دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال له : يا عمر؛ إني قد

Shafi 161