Majalis
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
Nau'ikan
[المجلس [13]]
[13] بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله وصحبه وسلم ويسر
قال الله عز وجل: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.
هذه الآية الشريفة فيها معان لطيفة، وأحكام عالية منيفة، تقدم ذكر بعضها في المجالس الماضية، ونذكر الآن ما تيسر من المعاني الباقية، بعد ذكر مقدمة، هي كالمدخل إلى ذلك معلمة، وهي أن كل كلام مفيد إذا طرق السمع من قريب أو بعيد يحصل به العلم.
والعلم يطلق لغة واصطلاحا على أمور، أولها: الشعور، وهو أول مراتب العلم، فإذا شعر الإنسان بشيء فقد علم به، ومما يطلق العلم عليه الإدراك، والتصور، والحفظ، والتذكر، والذكر، والفهم، والفقه، والدراية، واليقين، والذهن، والفكر، والحدس، والذكاء، والفطنة، والكيس، والرأي، والتبين، والاستبصار، والإحاطة، والعقل، والحسبان.
فكل من هذه الأمور يطلق العلم عليه، وإذا حصل العلم بكلام مفيد يتعلق النظر فيه بأطراف من وجوه معانيه.
فمن أطرافه: بيان معاني ألفاظه المفردة من حيث المدلول، وهو علم اللغة كلفظة:
Shafi 275