============================================================
المجالص العؤيدية قوله سبحانه حكاية عن أهل الجنة :" وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا أارض نتبوأ من الجلة حيث نشاء ، فنعم أجر العاملن (1) ، فإن كان القوم المحكى عنهم هذا القول فى الأرض فما هم فى الجلة ، وإن كانوا فى الجدة فما هم في ارض ، والسموع فى الجنة أنها فى السماء السابعة التى هى بالبعد الأبعد من ارض ، فلما لم يعلموا أين يطلعون رءوسهم قالوا . عنى بالأرض أرض الجنة ، فجعلوا ذلك أثنين جنة وأرضها ، وهذا خلف من القول . ولو أنهم تنبهوا لأرض غير المشاهد العتعارف، وسعاء غير العتعارف لكفوا الخبط فى العشواء، وكفوا عن خوض الظلماء .
والارض العحسوسة هى التى تنسب إليها هذه الجملة الكثيفة التى هى الجسم، فهوماخوذ منها، ومفترش لها، ومتمهد على ظهرها ، وإذامات ينحل إليها ، فيصير هووهى شيذا واحدا وجنسا وأحدا ، وههنا أرض أخرى من جهة الشريعة هى فراش اللفوس ووطاؤها ، وملها اكتسابها لصورها الباقية فى معادها ، إذا كان قول القائل كلمة الشهادة التى هى لا إله إلا الله محمد رسول الله مبدأ لصورة النفس ككون النطفة مبدأ لصورة الجسم ، فكما أن النطفة التى من أجل قلتها وصفائها سميت نطفة ، وهى على قلتها وخفة وزنها محتوية على الأشكال كلها ، كالعين ، والسمع والأنف واليد والرجل وغيرها ، التى باستكمالها يصير الإنسان إنسانا ، فكلمة لاله إلا الله التى هى كلمة الإخلاص على قلتها ، تحتوى على جميع المعارف الوحانية والجسمانية الى باستيسفائها يصير إنسان ذلك العالع إنسانا .
(1) سورة الزمر:74.
Shafi 267