Tabarmar Aflatun
مائدة أفلاطون: كلام في الحب
Nau'ikan
إن المعروف عن فيثاغورس وتلاميذه قليل، والتعويل في القول عنهم هو على كتب أرسطو، وعلى بعض نبذ نادرة من مؤلفات فينولاوس.
ولد فيثاغورس في ساموس نحو 588، وكتب زينوفان وهيراقليت كلاما عنه، ومن الراجح أنه ظهر أولا في وطنه، ثم انتشر اسمه في إغريقية الأيونية، وتصعب معرفة حقيقة الأساطير التي نسبت إليه السياحة في مصر، وأشوريا، وكلدانيا، وبلاد الفرس، والهند، والمؤكد أنه سافر حوالي عام 540 إلى إيطاليا، واستوطن كروتون، وتوفي عام 500 بمتابونته، ولا يعلم إن كان موته قبل ثورة مدن الإغريق الكبرى ضد النظام الذي وضعه، والجمعية التي ألفها أو بعدها، ولم يكن فيثاغورس فيلسوفا فقط، بل كان مصلحا سياسيا ودينيا.
وقد ألف فيثاغورس جمعية دينية سياسية علمية انتشرت من كروتون إلى سائر مدن إغريقية الكبرى، وكان يشترط للدخول فيها مدة يقضيها العضو من قبيل التجربة قبل الانضمام النهائي، وكان الأعضاء يتعارفون بإشارات سرية، وكان مفروضا عليهم التعاون، ومساعدة بعضهم بعضا، وواجبهم نحو الرئيس الطاعة المطلقة، وأشهر فلاسفة هذه المدرسة الفيثاغورية: فيلولاوس أحد معاصري سقراط وديموقريط، وقد جاء إلى طيبة، وتعلم عليه سيبيس وسمياس وتيميه دي لوفر، والشاعر الهزلي أبيسام وأرخنياس دمارنت، ونورد رأي أرسطو في أتباع فيثاغورس نقلا عن كتاب «ما وراء الطبيعة» قسم 501، قال إنهم تغذوا بلبان الرياضيات، وتأثروا بشدة الشبه بين الأرقام والموجودات، فظنوا أن عناصر الأعداد هي عناصر سائر الموجودات، وأن السماء كلها انسجام واحد ورقم واحد؛ فكان العدد هو المادة والشكل، بل إن الأعداد هي الأشياء بعينها، وينتقد عليهم أرسطو أنهم يخلطون إلى هذا الحد بين الأجسام الطبيعية وبين الأرقام الحسابية؛ أي بين الأشياء ذات الثقل والخفة، وبين الأشياء التي لا ثقل لها ولا خفة.
يقول الفيثاغوريون إن العدد الذي هو مادة الأشياء له في ذاته عناصر (عنصران) هما الزوج والفرد؛ فالزوج هو اللانهاية، والفرد هو النهاية، وكل شيء مركب من النهاية ومن اللانهاية؛ كل شيء هو عدد وانسجام، وما العدد إلا انسجام الزوج؛ والفرد انسجام النهاية واللانهاية؛ فالانسجام لا ينفصل عن العدد، بل هو العدد ذاته. فإذا كان النظام سائدا في العالم؛ فهذا لأن عناصر الأشياء - أي الأعداد - هي القاعدة والنظام، بل هي موسيقى ذلك الانسجام، وهنا ترى فكرة الترتيب والقياس والانسجام سائدة على سائر آراء فيثاغورس وأتباعه.
وغاية تعليم فيثاغورس هي البحث عن الكائن، والحقيقة في العدد، وليس هناك غاية للتمييز بين ما هو محسوس وما هو معقول؛ بل امتزج عندهم التعقل والخيال والشعر والدين والعلم والسياسة، وكل حالات النفس، وأوضاع الفؤاد، وصور الفكر ممتزجة عندهم في وحدة محسوسة مرتبكة.
أشهر فلاسفة مدرسة إيليات هم: زينوفان وبارمنيد وزيفون الإيلي.
ولد زينوفان دي كلفون عام 569، وساح من بلد إلى بلد يكسب قوته بنشيد شعره، ولجأ أخيرا إلى إيلية، وهي مستعمرة أسسها الآبقون من الفرس عام 544، وبدأ زينوفان تعليمه بهجمات شعواء على أرباب العامة؛ ففي النبذتين 6 و7 من مؤلفاته ما يأتي: «لو كان للثيران والأسود أياد لصنعت لنفسها آلهة على شكل أبدانها؛ إن هوميروس وهزيود نسبا للأرباب كل ما يشين البشر، ويقلل من أقدارهم.» ثم ختم قوله بتوحيد الله وهو يقول في وصفه: إنه رب لا يتعب، ويدبر الموجودات كلها بقوة فكره. يقول أرسطو: ولم يفصل زينوفان الله عن العالم، إنما نظر في السماء بمجموعها، ثم قال إن الواحد هو الله، وقد خلط الكون بالله، وقرر أن الواحد لا يتحول ولا يتغير، ثم كان ينبغي لزينوفان أن ينفي التغير والتحول عن العالم كما نفاهما عن الله، ولكنه لم يصل إلى ذلك، بل قال بأن العالم لا يتحول في مادته، وقد يتحول في شكله. (3-1) بارمنيد
أما بارمنيد الذي يدعوه أفلاطون بالعظيم، فقد كان أكثر شجاعة وإقداما؛ فإنه تغالى في تقرير مبدأ زينوفان فأنكر بتاتا التغير والصيرورة والتعدد، ولا يعترف بسوى الحقيقة الواحدة أو الكائن الواحد الأبدي الذي لا يتغير. (3-2) زينون
كان زينون صديق بارمنيد وتلميذه، وقد ولد بإيلية في أوائل القرن الخامس، حوالي 490، ولعب دورا سياسيا مهما كما فعل أستاذه، ونسب إليه أرسطو فضل وضع المنطق، ثم إنه قام بتأييد مذهب بارمنيد. (3-3) شأن مدرسة إيلية
وكان لمدرسة إيلية أثر مهم في تكوين الفلسفة السابقة لسقراط؛ فوافق إمبيدوكل والأتومست وأناكساجور بارمنيد على القول بأن الكائن الحقيقي هو أبدي غير هالك. وقد نشأ عن القول بهذا الفكر رأي جديد في الحياة والطبيعة. (4) الطبيعيون المحدثون: أولهم هيراقليط ولد عام 504
Shafi da ba'a sani ba