92

Ganimomin Tabawa a Alamomin Taba

المغانم المطابة في معالم طابة

Mai Buga Littafi

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Nau'ikan

«إن هذا جبريل يُقْرِئُك السَّلامَ» فرَدَّت ﵇ وقالت: يا رسول الله، إنك تَرَى مَالا أَرَى (^١). وهذا الإِقْبَالُ يكونُ عامًّا شاملًا، حتى لو كان /١٦ المُسَلِّمون في كل لمحة أكثرَ من ألفِ ألفِ ألفٍ لَوَسِعَهُمْ ذلك الإقْبَالُ النَّبَوِيُّ والالْتفَاتُ الروحانيُّ؛ لأن حالَ النبي ﷺ في عَالَمِ البَرْزَخِ أَفْضَلُ وأَعْلَى وأَكْمَلُ مِنْ حَالِ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ (^٢)، أَمَا إِنَّ عِزْرَائِيلَ (^٣) يَقْبِضُ مائَةَ ألفِ رُوحٍ في وقتٍ واحدٍ من غير مُزَاحَمَةٍ، ولا يَشْغَلُه قبضٌ عن قبضٍ، وهُوَ مع ذلك كُلِّهِ مُشْتَغِلٌ بعبادة الله تعالى مُتَوجِّهٌ على التَّسْبِيحِ والتَّقْدِيسِ (^٤)، فافهم ذلك. أو يقالُ: ليس في الحديث ما يُوهِمُ أنَّهُ ثَمَّ مَوْتٌ حاصِلٌ؛ لأن قوله ﷺ: «رَدَّ الله عليَّ رُوحِي» (^٥) بِحرفِ الاسْتِعْلاءِ، فيه بيانٌ ظاهِرٌ، وتبيان حاضِرٌ؛ لأن

(^١) متفق عليه، من حديث أم المؤمنين عائشة ﵂، أخرجه البخاري، في فضائل أصحاب النبي ﷺ، باب فضل عائشة ﵂، رقم: ٣٧٦٨، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل عائشة ﵂، رقم:٢٤٤٧. (^٢) عن المفاضلة بين الملائكة والأنبياء انظر: الجامع لأحكام القرآن ١/ ٢٨٩ حيث قال: … ولا طريق إلى القطع بأن الأنبياء أفضل من الملائكة، ولا القطع بأن الملائكة خير منهم، لأن طريق ذلك خبر الله تعالى وخبر رسوله أو إجماع الأُمَّةِ، وليس هاهنا شيء من ذلك، وقد توقف القرطبي في المسألة كما هو حال بعض العلماء إلا أن البعض- وهم الجمهور-قالوا بأن الأنبياء والصالحين أفضل من الملائكة، أما المعتزلة فيفضلون الملائكة. انظر: عن أدلة كل فريق، وترجيح قول الجمهور مجموع الفتاوى ١١/ ٣٥٠، وشرح العقيدة الطحاوية ص ٣٣٨. (^٣) الذي دل عليه الدليل: أن الملك الموكل بقبض الأرواح هو (ملك الموت) ﵇، وأما تسميته بعزرائيل فلا أصل له يعتمد عليه، خلافًا لما اشتهر بين الناس، ولعله من الإسرائيليات. (^٤) المواهب للقسطلاني ٤/ ٥٨٥. (^٥) من حديث أبي هريرة ﵁، تقدم تخريجه قبل صفحتين.

1 / 93