48

Ganimomin Tabawa a Alamomin Taba

المغانم المطابة في معالم طابة

Mai Buga Littafi

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Nau'ikan

وسبق حديث علي بن الحسين ﵁. وعن سهيل بن أبي سهيل قال: رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ﵃ عند القبر فناداني وهو في بيت فاطمة يتعشى، قال: هلم إلى العشاء. قلت: لا أريده، قال: مالي رأيتك عند القبر. قلت: سلمت على النبي ﷺ قال: إذا دخلت المسجد فسلم ثم قال: إن رسول الله ﷺ قال: لا تتخذوا قبري عيدًا ولا تتخذوا بيوتكم مقابر وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم، لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء» (^١). وبالرغم من ذلك فإن قدر الله نافذ، وقد وقع متأخرو الأمة فيما خاف عليهم نبيهم ﷺ والسلف الصالح، فبالغوا في إطرائه ﷺ حتى نسبوا إليه ما هو من خصائص الإلهية بل ما هو من صفات الربوبية، وشابهوا النصارى فيما نسبوه للمسيح، فورد في بعض الصلوات المخترعة (الصلاة على محمد عين الذات) ونسبوا إليه إنه قال: أنا أحمد بدون ميم، وكثر ذلك لا سيما في أشعار المدائح واعتادوا طلب الشفاعة منه ﷺ ودعاءه والاستغاثة به عند الملمات، واستندوا في ذلك إلى حكايات ومنامات بل واعتقدوا مثل هذه الاعتقادات فيمن هو دون رسول الله ﷺ من الصالحين أو ممن يظنونهم صالحين، فنسبوا لهم علم الغيب والتصرف في الكون وأن أرواح المشايخ حاضرة تعلم. قال الشيخ صنع الله الحنفي ﵀: «قد ظهر الآن فيما بين المسلمين جماعات يدعون أن للأولياء تصرفًا في حياتهم وبعد مماتهم، ويستغاث بهم في الشدائد والبليات وهممهم تكشف الملمات فيأتون قبورهم وينادون في قضاء الحاجات، وجوزا لهم الذبائح والنذور.

(^١) أخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٣٧٥ و٣/ ٣٤٥ وعنه أبو يعلى في مسنده، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي ﷺ، رقم:٣٠، ورواه الضياء المقدسي في المختارة ١/ ١٥٤.

1 / 49