323

Ganimomin Tabawa a Alamomin Taba

المغانم المطابة في معالم طابة

Mai Buga Littafi

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Nau'ikan

ذهَبَتْ قرَيَشٌ بالمفاخِرِ كُلِّها … واللُّؤم تَحْتَ عمائِمِ الأنْصَار (^١)
وذَلِكَ أَنَّ عبد الرَّحمن بن حَسَّان، وكان مِنَ الأنْصَار، شَبَّبَ بِبِنْتٍ لِمُعاوية (^٢) فَقَال:
ثمَ خاصَرْتُها إلى القبَّةِ الخَضْرا … ءِ تَمْشي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ (^٣)
فَحَمل يزيدُ بن معاوية الأخْطَل على هِجاءِ الأنْصَار، فَقَال شِعْرًا فِيهِ البَيْتُ المُتَقَدِّم، فَدَخَلَ النُّعْمان بن بَشيرٍ الأنْصَاري على مُعَاوية، ووَضَعَ عِمامَتَهُ عن رَأْسِهِ فقال: يا معاوية هل تَرَى لُؤمًا؟ قال: بَلْ أرى كرمًا فما ذاك؟! فأخْبَرهُ بِما قال الأخْطَلُ، فوهَبَ لَهُ لِسانَهُ. فَمَنَعَهُ يزيد، وقال: هو جاري (^٤).
والأنْصَار: واحِدُهم ناصِرٌ، سُمُّوا بذَلِكَ لِنَصْرِهم رَسُولَ الله ﷺ بأمْوَالِهِم وأَنْفُسِهم، ومدَحَهم الله تعالى في كتابِهِ العزيز فقال: ﴿وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا﴾ (^٥) وذلك أَنَّ النَّبيَّ ﷺ لمَّا هاجرَ إليهم، ونَزَلَ عليهم سُرُّوا بِمَقْدَمهِ وفَرِحُوا بِمَأْتاه، ثُمَّ آوَوْهُ ونَصَرُوهُ فَسَمَّاهم رَسُول الله ﷺ بهذا الاسم، وأَثنى عَلَيْهِم فقال (^٦): "الأنْصَار كَرْشي وعيبتي (^٧)، ومَعْدِن سِرِّي" (^٨) "ولو سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا وسلكت

(^١) ديوانه ص ٤٨٣.
(^٢) هي رملة بنت معاوية.
(^٣) ديوانه ص ٦٠.
(^٤) الأغاني ١٣/ ١٤١ - ١٤٢.
(^٥) سورة (الأنفال) الآية: ٧٢، والآية: ٧٤.
(^٦) الحديث في صحيح البخاري، مناقب الأنصار: ٢١١، وصحيح مسلم: فضائل الصحابة: ١٧٦.
(^٧) الكَرشُ من الناس: الجماعة، أراد جماعتي وصحابتي الذين أثق بهم وأعتمد عليهم.
وقوله وعيبتي: عيبة الرجل موضع سره، والذين يأتمنهم على أمره. غريب الحديث لأبي عبيد ١٨٦.
(^٨) جزء من حديث طويل عن أنس بن مالك ﵁، يرفعه ولفظه "الأنصار كرشي =

1 / 324