335

============================================================

نفير سورة البقرة/269 وبعده لديه واحد، ومع ذلك هو رأس الآشرار ومنبع الشر. ففي الجسمانيات من هو أصل الخير كماقال -صلى الله عليهوآله -: "نحن أصل الخير"(500) وفي الروحانيات من هو أصل الشر كماقال -عزوجل : "إنه عدو مضل مبين).

وسر آخر: وكما تبين في هذه حكم التضاد والترتب يتبين فيها حكم المشابهة والمباينة وحكم المستأنف والمفروغ؛ فإن الآدوار السابقة قبل دور الكشف كان إبليس مشتبها بالملائكة اشتباة الصورة في المرآة بالشخص، بل أشد تشابها: إذ صار في العلم أقدمهم فمعلمهم، وصار في العبادة اسبقهم فإمامهم وشيخهم؛ وهو في ذلك الاشتباه والتشابه كالمنافق الأقدم والولي الحميم في دور المصطفى -صلوات الله عليه وعلى آله-؛ وكما أجرى على المنافق الأول أحكام التشابه من التسليم لأمره والتعلم منه واعتقاد الزهد فيه، كذلك أجرى على المنافق الأخير أحكام الاسلام حتى التسليم لأمره والتعلم منه واعتقاد الزهد منه؛ وكما لم تضر الملائكة تلك الأحكام: لم تضر المؤمنين هذه الأحكام. وعلم من القصة أن المستأنف والمفروخ في عالم المفروخ وهو عالم الملائكة موجودان، كما أن المفروغا والمستأنف في عالم المستأنف وهو عالم الآدميين جاريان، وأن آدم المستأنف في أولا ازمان كان مظهرا لحكمي المفروغ والمستأنف ومحكا لجوهري الروحاني والشيطاني وكما أن الشخص المفروغ في آخر الزمان كان مظهرا لحكمي الشريعة والقيامة ومحكا لجوهري المؤمن والمنافق.

وسر آخر: رؤية المبدأ والمعاد في قصة آدم -عليه اللام كما أن الأسامي ظهرت بشخص في المبدأكذلك المعاني تظهر بشخص في المعاد: وكما أن من سلم لشخص المبدأ وتعلم منه الأسماء ظهرت روحانيته، ومن لم يسلم له ولم يتعلم منه ظهرت شيطانيته، كذلك من سلما لشخص الكمال والمعاد وتعلم منه المعانى ظهرت ربانيته، ومن لم يسلم له ولم يتعلم منه ظهرت شقوته. فرؤية المعاد في المبدأكروية الانسانية -116 ب - في النطفة ورؤية النخلة في النواة؛ ورؤية المبدأ في المعاد كرؤية النطفة في الإنسان ورؤية النواة في النخلة: وكما أن الإنسانبة في كون النطفة جزء النطفة، والنطفة كل الإنسانية، كذلك النطفة في كون الإنسانية جزء الإنسانية، والإنسانية كل النطفة: وحكم الأسامي والرجل الفائم بها حكم ليتهنل

Shafi 335