============================================================
268/مفاتيح الآسرار ومصابيح الأبرار فإن قيل: كيف عرفوا أن ما أخبره آدم هو صدق؟ قيل: بإخبار الله تعالى إياهم وتعريفه لهم وتصديقه إياه، وهذه المعجزة لآدم على خلافته لم تكن على دعواه الخلافة، بل على أن الله تعالى قال: (إني جاعل في الأرض خليفة ) وتعجبهم من ذلك؛ فهو إبانة فضله عليهم واختصاصه بعلم لم يعلموه، وفضل لم يبلغوا إليه.
الأسرار قال الذين أوتوا العلم والإيمان: إن الله تعالى أبان لنا بقصة آدم والملائكة وإبليس أن الروحانيين وإن كانوا على طهارة القدس فلم تخل أوضاعهم وجواهرهم من التضاد والترتب كما في الجسمانيات، إذكان يظن أن التضاد والترتب يختصان بالمركبات من الطبائع المتنافرات والمزدوجات؛ فأظهر الترتب في الملائكة -عليهم اللام -وكان نزاعهم على سبيل الترتب؛ وذلك نزاع لا لغو فيه ولا تأثيم، ولا تكفير فيه ولاتضليل، كالنزاع بين المعلم والمتعلم، والشيخ والمريد، والفاضل والمفضول؛ وأظهر التضاد فيهم، إذ أخرج من بينهم منافقا مثل إيليس الحارث بن مرة كان فيهم على لباس الملائكة وبلغ من العلم بأطوريه حتى صار معلمهم، ومن العبادة بأصغريه حتى كان أزهد منهم وأورع، ثم حملهم اله جميعا على السجود حمل امتحان، وكلفهم تكليف ابتلاء واستخلاص، وظهر جوهر كل روحاني ماكان فيه من الطاعة والسمع وما جبل عليه من الإنكار والمنع. فمن أطاع فقدسن سنة حسنة وله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن فسق عن أمر ربه فقد سن سنة سيئة وله وزرها ووزرمن عمل بها إلى يوم القيامة. فقد ثبت بهذه القصة حكم الترتب واحتمال الخطأ فيه وحكم التضاد وأن لايحتمل الخطأ فيه؛ وبقيت القاعدتان في الخليةة ابدأ سرمدا إلى يوم القيامة؛ وظهر أيضا في هذه القصة أن الروحانيات على ترتب، وأن العقول ليست متساوية؛ فإن منهم من لم يعترض ذلك الاعتراض، بل سلم تسليم الطائعين وهم العالون العليون؛ وظهر أيضا فيها أن الروحانيات على تضاد 1163 آ، وأن العقول يست بأسرها علامة فعالة للخير، بل فيها من هو كاللعين الأول جهالة بالطبع فعالة للشر: فيسير في العالم سير الروحانيين. فبعد المكان وقربه عنده سواء؛ وقيل: [قرب] الزمان ليتهنل
Shafi 334