Madkhal Fiqhi
المدخل الفقهي العام
Mai Buga Littafi
دار القلم
Nau'ikan
ملحق بالفصل الثاني عشر
ايضاحات حول الفرق بين أهل الحديث وأهل الرأي قدمنا في الفصل (2/12) أن الأساس العلمي لاختلاف مدرستي أهل الحديث وأهل الرأي موجود بين علماء الصحابة الكرام أنفسهم من حيث اختلاف منهج الاستدلال من النصوص الشرعية. وسنضرب مثلين يوضحان منهج كل من الطائفتين، أحدهما من عصر النبوة، والثاني من بعد ظهور المدرستين.
/12 - المثال الأول ، تعليل الأمر الصريح: روى البخاري ومسلم أنه في عام الخندق أمر الرسول أصحابه بالتوجه إلى بني قريظة الذين خانوا العهد، قائلا : ولا يصلين أحد العص الا في بني قريظة" (أخرجه البخاري في المغازي، ومسلم وأحمد) وفي الطريق حان وقت صلاة العصر فاختلف الصحابة، فأراد بعضهم أن يتوقفوا لأداء الصلاة خشية أن يضيق الوقت عنها، ثم يتابعون المسيرة، إذ فهموا من قول الرسول لهم : "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" أن المقصود به الحث على الإسراع وعدم التأخر أو التباطؤ. ورأى آخرون أن يتابعوا المسيرة، دون توقف لأداء الصلاة، عملا بظاهر كلام الرسول وهكذا توقف الأولون فصلوا ثم تابعوا، ومضى الآخرون دون توقف، فلما يتمكنوا من تآدية صلاة العصر إلا بعد وقت صلاة العشاء. ولما علم الرسول بماحصل من اختلاف آرائهم لم يقل عن أحد الفريقين أنه
Shafi 192