============================================================
16] يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون(1).
وصلى الله على الذي رفعه باصطفائه إلى محله المنيف، وبعثه للناس كافة بالدين القيم الحنيف(2) .
أما بعل: فإن الله سبحانه ببالغ حكمته، وسابغ نعمته شرف دين الإسلام وطهره من الأدناس، وجعل أهله خير أمة أخرجت للناس. ل ال فالاسلام الدين القويم الذي اصطفاه الله من الأديان لنفسه، وجعله دين نبيائه ورسله وملائكة قدسه، فارتضاه واختاره، وجعل خير عباده وخاصته اولياءه وأنصاره، يحافظون على حدوده ويثابرون، ويدعون إليه ويذكرون، ويخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون، فهم بايات ربهم يؤمنون ولى مرضاته يسارعون، ولمن خرج عن دينه ججاهدون، ولعبساده بجهد نصحون، وعلى طاعته يثابرون، وعلى صلواتهم يحافظون، وعلى ربهم توكلون، وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون.
هذا وإن أمة هداها الله إلى دينه القويم، وجعلها دون الأمم الجاحدة على صراط مستقيم توفى من الأمم سبعون هم خيرها وأكرمها على رب العالمين حقيقة بأن لا تولي من الأمم سواها ، ولا تستعين بمن خان الله خالقه ورازقه(2)، وعبد من دونه إلها، وكذب رسله، وعصى أمره واتبع غير سبيله، واتخذ الشيطان وليا من دون الله.
(1) سورة آل عمران (الآية: 64) .
(2) في المخطوط: المنيف. وهو تحريف، والله أعلم (3) في المخطوط: "وراقه1. وهو تحريف.
Shafi 54