228

Zuwa'batul Dehur

أبو العلاء المعري زوبعة الدهور

Nau'ikan

فقلت: إذن تكون النهاية على أيامنا؟ فنظر إلي بعينين تفيضان حنانا وحبا وقال: لا تخف. إن تلك الساعة لا يعلمها أحد ولا الابن إلا الآب. هكذا يقول الرب يسوع في إنجيله الطاهر.

وانصرفت إلى اللعب ولكن تصور تلك الحجارة لم يبرح مخيلتي، كنت أنتظر تساقطها بين ساعة وأخرى، وأخاف أن أنهض في الصباح على خبر القيامة ...

وكنا نقرأ مرة عن عذاب الهالكين فبلغنا هذه العبارة: ولهذا قال القديس نيقولاوس نيصص: إنه لو لم يضطرم كل الحطب الذي في العالم، ويصير جميعه نارا واحدة متقدة لم تكن قوتها توازي شرارة واحدة من نار جهنم.

فقلت له بسذاجة الأطفال: الاذاوا خلص اتلحطب تنطفي نار جهنم.

فأجابني: قال المخلص: إن دودهم لا يموت ونارهم لا تطفأ.

وبلغنا مرة خبرا مزعجا جدا إليك نصه: ذكر الأنبا كانتبراني أنه كان في نواحي مملكة النمسا جندي باسل، كان محبا ركوب الخيل وسباقها، ومتمرغا في حياة اللذات الدنسة، فمات موتا شقيا، وكانت له امرأة تقية عابدة سالكة في طريق القداسة فاختطفت بالروح، فرأت زوجها كأنه عائش بعد في جسده. وبهذه الرؤيا عرفت شقاء حاله؛ لأنها أبصرت حوله جما غفيرا من الشياطين، وقد أمرهم أركونهم بأن يلبسوا ضيفهم الجديد ثوبا من حديد داخله أشواك حديدية مسنونة وحسك حاد، ثم أمرهم بعد ذلك أن يضعوا على رأسه خوذة حديدية، وأن يسمروها بمسمار طويل ينفذ من رأسه إلى رجليه.

فقلت: أوف!

فقال: اقرأ قدامك، فأذعنت وقرأت خوفا من العصا: «ثم يعلقوا على عنقه ترسا حديديا ثقيلا يرضض عظامه، فتمم الشياطين أوامر أركونهم بتدقيق وإسراع، فحينئذ قال لهم الأركون هكذا:

إن هذا الرجل كان يحب لهو الركض على الخيل، والحمام، واستنشاق الروايح الزكية، والرقاد على الفرش الناعمة، والتنعم في اللذات اللحمية، فقدموا له قليلا مما يناسب ذلك من اللذات المستعملة ها هنا، فأمسكته حينئذ الشياطين وأدخلوه في وسط لهيب متقد، ثم بعدما احترق هناك مدة أضجعوه على فراش من حديد محمى، عليه ضفدعة طول الفراش، بأعين مرعبة جدا، فامتدت عليه تلك الضفدعة واعتنقته اعتناقا شديدا.

فهذا ما رأته امرأته الفاضلة، فلنرهبن إذن العدل الإلهي ولنتحققن غاية التحقيق أن الذي أخطأنا به هنا بأعظم استلذاذ نعاقب عليه هناك بأشد تعذيب.»

Shafi da ba'a sani ba