============================================================
قوله (لا يأوي لمستنهضاته) أي لا يشفق عليها ولا يبقي يقال أويت لفلان آوي إذا أشفقت عليه وأبقيت، قال الأعشى: وأقمت لا آوي لها من كلالة ولا من خفا حتى تلاقي محمدا و(مستنهضاته) قوائمه اللواتي ينهض بهن، فهن مستهضاتة، فقال هذا الشاعرمستنهضاته لأنهن يعنه على النهوض. وقوله (حال دون الرأي) الرأي(1) : مدى الطرف ثم(2) إذا حال شخص بينه وبين طرفه. و (تطالل) أي رفع طللة ليستثبث النظر، والتطالل التفاعل من رفع الطلل، وطلل كل شيء شخصه.
وقوله (إذا رجعت خسرى بوادر طرفه) أي معيية، من قولهم: ناقة حسير، إذا أتعبت، ومنه قول الله عز وجل {خاسئا وهو حسير (الملك:4)). وإذا ارتد بصره رأى الشمس سوداء طحلاء.
و(الطحلة)(3) سواد فيه حمرة كلون الطحال، وكذلك يرى الإنسان الشمس إذا أحد النظر إليها ثم غمض عينه وفتحها حتى ترجع إليه قوة بصره.
و(الجون) الأبيض في هذا الموضع.
و(الغزالة) وقت طلوع الشمس ساعة تشرق، ولا تسمى غزالة إذا ارتفعت(4).
(1) لم نجد من فسر الرأي بمدى الطرف فليراجع.
(2) لا تخلو هذه الجملة من قلق فلتراجع.
(3) في القاموس: الطخلة لون بين الغبرة والسواد ببياض قليل. وفي المحكم: بين الغبرة والبياض بسواد قليل كلون الرماد ومنه ذتب أطحل وشاة طحلاء. قال الشنقرى في لاميته: ازل تهاداه التنائف أطحل ويقال شراب طاحل وأطحل إذا لم يكن صافي اللون. وجعل أبو عييد الأطحل اسم اللون فقال هر لون الرماد. فقول الأشناتداني سواد فيه حمرة موافق لشبهه بالطحال ولكه غير موافق اللمنقول المذكورة ولا لقوله "وكذلك يرى الانسان الشمس الخ لأن الانسان لا يرى شيئا من الحمرة إذا غمض عينيه بعد النظر إلى الشمس فتأمل.
(4) قال في القاموس الغزالة كحابة الشمس أو الشمس عند طلوعها أو عند ارتفاعها أو عين الشمس فلوقال الغزالة الشمس وقت طلوعها لكان أولى
Shafi 79