226

Ma'athir Sultanin

المآثر السلطانية

Nau'ikan

وعلى الرغم من أن جيش ملجأ النصرة كان ربع جيش الأعداء فى العدد، وكانت المؤن فى المعسكر نادرة مثل وجود [ص 224] العنقاء والإكسير وكان البرد والبرد إلى أقصى درجة ولم يكن عبور ومرور الجيش المنصور إلى إيروان ونخجوان فى الإمكان، فإن النواب نائب السلطنة توكل على خالق الأنس والجان ولم يفكر فى الطريق بأى وجه ، وترك الملك والمتاع والأحمال فى المكان نفسه وكلف مهدى قلى خان قوانلو القاجارى بالحراسة، وهجم هو نفسه على رأس الأعداء كالسيف المسلول، وطوى كلا الجيشين الطريق فى ذلك اليوم حتى المساء للانتقام من بعضهما، وقطعا مسافة جميع الأماكن إلى أن جاء وقت المساء وحيث أغار جيش الظلمة على [جيش] النور، فجاء وقت إراحة كلا الجيشين.

وعلى تصور أن عين حارس المعسكر المنصور قد ذهبت للنوم مثل ضوء النهار، سير" طور مصوف" جمعا من أفواج الجنود والفرسان والمدفعية للإغارة ليلا على المعسكر العالى، فقدموا أيضا بأمره إلى مقربة من الغابة القريبة من المعسكر المنصور فكان إبراهيم خان بيات مع فوج من غلمان الخاصة الشريفة مكلفين بحراسة ذلك المكان، وبسبب صوت حوافر الأحصنة، وصهيل الخيول العربية الأصيلة وهمهمة الرجال وسط الغابة، وقع خوف لا حد له فى قلوبهم على ظن بأن النواب نائب السلطنة أيضا عزم على الإغارة عليهم ليلا، فرجعوا فى سرعة كاملة دون نيل مرامهم، ولم يستعدوا من هذا المجى ء والذهاب سوى الخجل والمشقة الكاملة وقد أيقنوا من هذه المسألة نفسها على يقظة طالع المجاهدين.

وفى الصباح دخل" طور مصوف" من باب السلم والصلاح، فأرسل الرسل والرسائل إلى بلاط صاحب الشوكة والعظمة وتحدث بلسان الخجل وتعهد بأن يسعى بقدر الإمكان فى تعهدات حسن نية الدولة القاهرة وبألا يخربش صورة العهد بأظافر النقض والخلاف وبأن لا يتعرض فرسان الجيش المنصور لمعسكره، وبألا يتعرض هو أيضا للطوائف وللرعايا الذين قعدوا تحت ظل راية جيش الإسلام وعقدوا من جديد حزام الخدمة والطاعة.

وفى اليوم التالى أنس جيش روسيا إلى الراحة، وارتحل برحله إلى طريق الكرجستان وتوجهت الطوائف، التى كانت سالكة طريق خدمة الدولة القاهرة [ص 225]، إلى إيروان قبل تحرك الموكب العالى، ورجع الأمير الموفق أيضا فى سعادة ونصر من ذلك المكان وتوجه إلى ناحية إيروان.

Shafi 267