وتحرك الموكب المنصور من هناك، وعبر مع جيش الفرسان والمشاة من طريق الغابات الوعرة والمعابر الكثيفة الأشجار، وقد طوت طوائف تلك الحدود والأقاليم رحلة وادى الانقياد وفى شوق كامل بمجرد حضور بير قلى خان والرجال المكلفين والاستماع لبشرى قدوم نائب السلطنة وأسرع رؤساؤهم وجيشهم من الفرسان والمشاة إلى الخدمة وهم فى منتهى الارتباك بسبب غاية الشوق، فصاروا موضع العناية والإحسان اللذين لاحد لهما.
وبمجرد معرفة دلى بولكونيك واستنباطه وضع خدمتهم إلى الدولة الخالدة القرار، حمل جمعه واختار الفرار من وسط الطائفة على البقاء بينها، وكلف النواب نائب السلطنة أمير خان القاجارى مع فوج من الجيش على مدينة" كنجه"، وفى أثناء قدوم أمير خان إلى مقربة من مدينة كنجه صار عدة من الروس طعمة لسيف المجاهدين، فأسرع وضيع وشريف تلك المنطقة إلى أمير خان وهم فى كامل الأمل، ومن هناك قصدوا الحضور باهر النور ومشمول العواطف اللامحدودة، ومهد جمع من أرامنة كنجه بأن لو يجدون أمانا واطمئنانا من مدبرى أمر البلاط العالى، يضعون قلعة كنجه تحت تصرف الجيش المنصور، وفى تلك الأثناء وصل إلى حجاب ولاية العهد بأنه من ناحية، اطمأن" طور مصوف" بسبب سماعه لعودة محمد على ميرزا إلى قرب إيروان فقدم إلى" زكن" وهى من أعمال" كنجه" بجميع جنوده وجيشه الملى ء بالشر والفتنة، ومن ناحية أخرى، بأن الچنرال نبالستين رأى أن فرج الله خان مشغولا بالتعرض لطالش بسبب اعتداء قراباغ، فلحق بجيشه إلى" طور مصوف" وانضم دلى بولكونيك أيضا مع جمعه إليه واستعدوا للحرب والقتال، وصمم جميع الروس عدا حراس القلاع على الحرب مجتمعين. واطلع" طور مصوف" على تواطؤ الأرمن، فأرسل شخصا إلى روس القلعة، فحبسوا هم أيضا بموجب إشارته رؤساء الأرمن.
Shafi 266