156

وما ترك في [بيت] المال إلا سبعمائة درهم فضلة عن عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم. ثم قال: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن [بن علي، و] ابن محمد .

ثم تلا قول يوسف -عليه السلام-:{واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب }[يوسف:38] أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن الداعي إلى الله [بإذنه] السراج المنير، أنا من بيت كان جبريل ينزل عليهم، وعنهم كان يعرج، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم وولايتهم، فقال فيما أنزل على محمد:{قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا} [الشورى:23] واقتراف الحسنة مودتنا.

قالوا: وكان عماله عمال أبيه ولما تجهز للمسير إلى معاوية، وقد كان أحس من أكثر جنده الملل من الحروب، وخشي على نفسه وأهل بيته الهلاك فاضطر إلى صلح معاوية على شرائط، والقصة مشهورة.

فلم يف له معاوية بشيء من تلك الشروط بل استثقل حياته فاحتال في سمه على يدي امرأته أم الحسن جعدة ابنة الأشعث بن قيس، وبذل لها مائة ألف درهم وتزويج ابنه يزيد، فلما سقته السم وفى لها بالمال دون التزويج، فتزوجت بعده في أولاد طلحة، فكان أولادها إذا جرى بينهم وبين غيرهم شيء قالوا: يا ابن مسممة الأزواج.

Shafi 249