201

ومرة لزيارة المغرب، وكانت الرحلة إلى المغرب من باريس، أي عبر البحر الأبيض فحسب.»

ويقول السفير الباكستاني: «يمكن التفكير في رحلة بحرية من بورسعيد إلى كراتشي.»

ويرد طه حسين: «لا أظن أنه توجد الآن خطوط ملاحية منتظمة.»

ويقول السفير الباكستاني: «لا للآسف، ولكن نرجو أن توجد في المستقبل، لقد كنا نتحدث عن ضرورة تعاون دول العالم الثالث، وتسهيل المواصلات بين هذه الدول هو من أهم وسائل تعاونها.»

ويتدخل في الحديث السفير العراقي فيقول: «نحن ننتظر زيارتكم للعراق أولا، إن أهل العراق يتابعون كتاباتكم بنفس الاهتمام الذي يتابعها به المصريون، ولا أريد أن أقول باهتمام أكثر، ومنذ ستة أعوام كتبتم مقالا تستنكرون فيه مذابح الموصل التي كانت تزعج العالم العربي كله كما كانت تزعج ضمير العراق، فكان لمقالكم أثر في بلادنا دعا رئيس محكمة الثورة، السيد المهداوي، إلى وقف جلسات محكمته ليخصص جلسة للرد عليكم، وكان رده سبابا، وكان أثر هذا الرد في إثارة نفوس الناس ضد المهداوي وكل ما كان يمثله أشد وأعنف من تأثير مقالكم نفسه! وبهذه المناسبة لم نعد نقرأ لكم يا سيدي شيئا في جريدة الجمهورية منذ فترة.»

ويقول طه حسين في هدوء: «منذ فترة استغنوا عن خدماتي يا سيدي، علمت ذلك من خطاب وصلني بالبريد، جاء فيه أن الجريدة تستغني عن خدمات عدد من المحررين منهم طه حسين.»

ويهم السفير بالتعليق ثم يسكت، ويحل الصمت على المجتمعين، ثم يقطعه أحدهم بقوله: «لقد أوشكت الشمس على المغيب، ونحن هنا منذ وقت الغداء، نستأذن الآن، وقد أسعدنا حقيقة أن نلبي هذه الدعوة، ويشرفنا خصوصا أن نقابل فيها عميد الأدب العربي.»

وينصرف المدعوون وصاحب الدار يودعهم حتى الباب.

ويقول طه حسين لابنته: «أظن أن الأحسن أن نترك الحديقة وندخل البيت الآن، لقد أوشكت الشمس فعلا على الغروب.»

النفس المطمئنة

Shafi da ba'a sani ba