الديلم ، أقبلا إلى الرى فأناخا بها وحاصرا أهلها ، وكان عند أهل الرى امرأة الكوكى ومعها صبيان له منها . فلما اشتدت الحرب بينهم أياما ، خرج رجل من أهل الرى إلى الديلمى بأمان فاستخلاه (1) ، فلما خلوا ، قال له الرازى : إن الكوكبىاقد كاتب أهل المدينة أن يطلقوا له امرأته وولده ويمالهم عليك ، وآهله وولده يخرجون إليه في هذه الليلة ، نفخذ حذرك . نخاف الديلمى مما قال له الرازى ، وجعل يدور المدينة بنفسه .
وانصرف الرازى إلى قومه فأخبرهم بما قال للديلمى . فأخذوا امرأة تشبه اعرأة الكوكى ومعها صبيان ، فأخرجوا من باب المدينة ، فوقعوا في بد ابن حسان ، فظن أن الرازى نصحه . ووجد مع المرأة كتابا من أهل الرى الى الكوكبى : إنا قد وفيناك بما حالفناك وعاهدناك عليه ، فف لنا يما وعدتنا من الغارة على ابن حسان .
وجاء الرجل الذى نصح لأين حسان إلى امرأة الكوكبى فقال لها : إن ابن حسان قد كاتب أهل الرى على أن يثبوا بزوجك فيجتاحوه (2) في هذه الليلة المقبلة ، فا كتبى إليه نخطك كتابا أعلميه ذلك . قالت : ومن يوصله إليه ؟ قال الرجل : أنا أخرج جاريتك من سور المدينة حتى تمضى إليه . فكتبت المرأة إلى زوجها تعلمه أن فلانا خيرها بكذا ، وأن القوم على بياته . فوصل الكتاب إليه فبات على حذر . فلما وقعت المرأة على ابن حسان قال لها : من نت ؟ قالت : فلانة امرأة الكوكى . لخرج نحو الكوكبى ليعاتبه ، فلما شعر مه الكوكبى تصايح أصحابه بالسلاح ، ونشبت الحرب بينهم بالليل . وصح عند كل واحد منهما ما قيل له . فهرب الكو كبى بالليل ، ومضى ابن حسان أيضا هاربا لوجهه .
Shafi 54