معك على الدنيا ، وإنك متى رفعت لأصحاب على المصاحف تحرجوا من قتالك ، وانشعبت منهم التأويلات فى ديانتهم ، ولم يزدد أصحاب على إلا افتراقا ، ولم يزدد أصحابك إلا اجتماا .
فأمر معاوية بالمصاحف فرفعت على الرماح . ونادى أصحاب معاوية أصحاب عملى صلوات الله عليه ، ندعوكم إلى ما فى كتاب الله (عز وجل ، فأمسك أصحاب على عن القتال ، وقالوا لعلى : لا نقاتل قوما دعونا إلى كتاب الله) غال على : ويحكم ! إن الجراح والقتل قد كثرفيهم ، وإنما احتجزوا منكم هذا ، وليس لهم فى كتاب الله حجة . قالوا له : لا نقاتلهم حتى نناظرهم ، وأبوا مليه القتال .
وكان الأشتر(1) فى وجوه القوم فى ثلثمائة رجل من قومه ، يضربون بالسيوف حتى قربوا من مضرب معاوية ، فقال أصحاب على : ابعث إلى الأشتر قرده (حتى ينصرف ومن معه) وأمسك العسكر . فبعث إليه على يأمره بالانصراف فأبى وقال : قد قربت من مضرب معاوية ، فقال أصحاب على لعلى : ما أن ترد الأشتر وإلا أسلمناك(7) وصرنا إلى معاوية ، لأنه قد دعا إلى كتاب الله . فبعث عل الحسن ابنه رضى الله عنه إلى الأشتر فرده ، وأمسك العسكران عن الحرب .
Shafi 51