فوجه على لسان قوم من أصحابه إلى صاحب بنى أمية ، يسألون الأمان ويذكرون مين أن أمانه إن ورد عليهم صار أكثر أصحاب قحطبة إليه . وواطأ قحطبة الثقات من أصحابه فشغبوا عليه وأظهروا التنكر له . فبلغ ذلك صاحب بنى أمية فأطمعه فيهم فأجابهم إلى ذلك . فقالوا : اعطنا خاتمك أمانا لنا ، فبعث بالخاتم إليهم . فزحف قحطبة إلى مدينة همذان، فأعلمهم أنه قد قتل صاحب بنى أمية وأنه قد أخذ خاتمه ووجه برأسه إلى خراسان . ورمى بخاتم الوالى إليهم على نشابة ، فلما رأوه فتحوا له المدينة .
وحكى أن عبد الملك بن صالح العباسى (1) لما غزا بلاد الروم على عهد الرشيد ، حاصر حصنا فى بلاد الروم ، فامتنع الحصن عليه ، وانصرف يائسا عنه . وكان في أصحابه رجل يقال له عبيد الله المعروف بالأقطع . وكان قد مكث دهرا في بلاد الروم فعرف أ كثرهم . وكان حاذقاا بالرومية شبيه الصورة والبسة(2) بالروم . نخرج الأقطع يسير منفردا حتى قرب من الحصن . فرأى رجلا من الروم على داية له ومعه باز ، فسأله الأقطع عن خبره ، فحبره أنه القيكم بأمر الحصن ، وأنه خرج متصيدا عند انصراف عبد الملك ، فتساءلا ، فلم ينكره الرومى وظن أنه من بلاد الروم فأنس به .
Shafi 22