اذ ذاك هناك، دعا نجيفا أهل لؤلؤة للمناظرة ، على أن يصعد في عشرة من أصحابه الى نصف صعد 1) الحصن ، وينزل القوم إليه النصف في عشرة ، فأجابهم عجيف الى ذلك ، فقيل له : إن القوم أرادوا بك سوعا ، فنزول أصحابهم إليهم أسرع من صعود أصحابك، فأبى وصعد إليهم . وقد كمنوا له في غار لهم مائة رجل . فلما أخذوا في المناظرة ، خرج عليهم الرجال فأخذوه وأصعدوه إلى الحصن . فاستأذنهم عجيف في غلامين صغيرين يحملان له طعاما ، فأذنواله . وعسكره مقيم على باب لؤلؤة ، وقد كتب إلى المأمون يخبره . وأمر الغلامين أن يحملا له سما كثيرا في دفعات ، حتى إذا اجتمع عنده ما أراد ، احتال لمصنعهم (2) الذى يقتاتونه من مطر إلى مطر ، فطرح الشم فى الماء ، وكتب إلى المأمون يعلمه ما صنع . فأقبل المأمون حتى أناخ بعسكره على لؤلؤة ، وشرب أهاها الماء ، فتهافتوا يموتون ، وسلموا لؤلؤة إلى المأمون .
وحكي (عن عجيف بن عنبسة) أنه قال : اتتهينا إلى مدينة ممتنعة على السلطان ، عليها سور محكم . فأقمنا أياما نحارب أهلها فلم نطقهم . فقلت لصاحب حيشنا : هل لك في رأى عندى ؟ قال : قل ، قلت : تهادن القوم على أن يدخل قوم من أصحابك يمتارون (3) ، وتأذن لي فأدخل ومعى ثلاثون رجلا ممي أختار من أهل العسكر كأنما نمتار ، فإذا قرب المساء أخذنا الباب ساعة وضاربنا عنه ، وزحفت بالعسكر فدخلت . فقال : إفعل . فاخترت من أهل العسكر ثلاثين
Shafi 20