وقهقهت حنان: اسم النبي حارسك وضامنك مستشار، عرفها قبل أن ننطق بها. - ولم تستطع مجيدة أن تخفي فرحها. - هكذا بسرعة يا بنت يا سوسن. - وماذا أعمل يا تنت؟
وقامت الأسرة تقبل الأم المنتظرة وزوجها.
الفصل العاشر
كان من الطبيعي أن يضع وجدان التليفون في حجرته في المساء، فقد كان كثيرا ما يستدعى في أعماق الليل للتحقيق في حوادث، وكان الأب والأم في غنى عن التليفون في مثل هذه الساعات من الليل، بل لعلهما كانا في حاجة إلى من يبعده عنهما.
ودق جرس التليفون في حجرة نوم وجدان، وصحا كما صحت ميرفت، وأجاب هو: سعادتك وجدان بك أبو الفضل؟ - نعم أنا. - أنا وهبي رشوان من قسم الهرم. - أهلا وسهلا. - أخو سعادتك ياسر أبو الفضل؟ - نعم. - هل تسمح بتشريفنا؟ - مسافة الطريق. - شكرا.
ولم تسأله ميرفت إلى أين، ولكنه قال لها: حادثة.
وكأنما خشي أن تكون سمعت اسم أخيه. وقالت ميرفت دون اهتمام: شيء تعودنا عليه. •••
كيف ذهب ياسر إلى الشرطة؟ أمر يحتاج إلى أن نعود إلى بضعة أسابيع، يوم كان ياسر وسوسن مدعوين للعشاء والسهرة عند صديقهما حمدي السلولي، وقبلا السهرة، واشترت سوسن الفستان الذي ستذهب به، حتى كان اليوم المحدد، عاد ياسر من البنك ليجد سوسن تقول له: ياسر، اذهب وحدك إلى السهرة. - لماذا؟ - لا أدري، ربما للحمل دخل في الأمر. ليس لي مزاج وأشعر بدوخة وصداع. - أعتذر؟ - لا ، إذا اعتذرت ستجعلني أذهب غصبا عني. حمدي شاب ممتاز وأحب أن تكون علاقتك به طيبة. - أمرك، أروح وأمري إلى الله.
وذهب ياسر، وكان عشاء كالذي تعود أن يراه منذ عرف هذه الدعوات. شرب للويسكي غالبا أو لغيره من العوامل المساعدة من الجين أو الكمباري إلى قرب الحادية عشرة أو بعدها بقليل، ثم العشاء. أما السمر والحديث فطول السهرة طبعا. إلا أن هذا العشاء بالذات تميز بشيء لا يتكرر كثيرا في الدعوات الأخرى. كانت الراقصة الناشئة التي بدأت تلمع أخيرا مها رمزي مدعوة إلى الحفل. بطبيعة الحال التف حولها الشبان وراحت توزع عليهم القليل الذي تعلمته في عالم الليل. ألم أقل لك إنها ما زالت في أول الطريق؟
وقال لها حمدي: الآنسة العظيمة مها رمزي هي وحدها صاحبة الأمر في تحديد الموعد الذي تتناولون فيه العشاء.
Shafi da ba'a sani ba