172

Letters of Sunna and Shia by Rashid Rida

رسائل السنة والشيعة لرشيد رضا

Mai Buga Littafi

دار المنار

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٣٦٦ هـ - ١٩٤٧ م

Inda aka buga

القاهرة

Nau'ikan

﴿وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا﴾ .
في الآية احتمالان:
أحدهما: أن يكون المراد بكلمة الذين كفروا كلمة الشرك والكفر. وبكلمة الله كلمة التوحيد، وهو مروي عن ابن عباس ﵄ (١) وعليه أهل التفسير المأثور.
ووجهه: أن عداوة المشركين للنبي ﷺ إنما كانت لأجل دعوته إلى التوحيد الخالص من جميع شوائب الشرك وخرافات الوثنية ولذلك قام أبو سفيان عند ظهور المشركين في أحد فقال رافعًا صوته ليسمع المسلمون: (أُعْلُ هُبَل! أُعْلُ هُبَل!) وهبل صنمهم الأكبر، فأمر ﷺ أن يجاب: «الله أعلى وأجل» . (٢)
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى رضى الله عنه أن النبي ﷺ: «سئل عن الرجل يقاتل غضبًا وحمية ويقاتل رياء - وفي رواية: للمغنم وللذكر - أي ذلك في سبيل الله؟ فقال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» . (٣)
والاحتمال الثاني: أن يكون المراد بكلمة الذين كفروا ما أجمعوه بعد التشاور في دار الندوة من الفتك به ﷺ والقضاء على دعوته، وهو ما تقدم في سورة الأنفال من قوله تعالى ﴿وإذ يمكر بك الذين كفروا﴾ إلخ، ويكون المراد بكلمة الله: ما قضت

(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦ / ١٨٠١، رقم: ١٠٣٥١)، والبيهقي في الأسماء والصفات (١ / ٢٧٢، رقم: ٢٠٦) وهو صحيح عن ابن عباس ﵄.
(٢) أخرجه البخاري (٤٠٤٣)، وانظر: السيرة النبوية الصحيحة (٢/٣٩٢)
(٣) أخرجه البخاري (٢٨١٠)، ومسلم (١٩٠٤)

2 / 52