167

Lessons of Sheikh Ahmad Fareed

دروس الشيخ أحمد فريد

Nau'ikan

النفع والضر بيد الله ﷿ (واعلم أن الأمة لو اجتمعت أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك). وهذا مدار الوصية عباد الله! فلو علم العبد أن الأمر كله لله ﷿، وأن نواصي العباد بيده سبحانه: ﴿مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [هود:٥٦]، وعلم أن خزائن السماوات والأرض بيد الله ﷿، وعلم أن مقادير الخلائق بيد الله ﷿؛ فعند ذلك لا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا بالله ﷿، وعند ذلك يحفظ حدود الله ﷿ وحقوقه وأوامره ونواهيه، فإذا اقتنع العبد وأيقن أن الأمر كله بيد الله، وأن الخلق ملك لله ﷿، وأن الله ﷿ له الأمر وله النهي وله الحكم؛ فعند ذلك لا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا بالله ﷿، ولن يطلب الرزق إلا من الله ﷿، ولا يطلب مغفرة الذنوب إلا منه سبحانه، كذلك لا يطلب الهداية إلا منه سبحانه. قال رسول الله ﷺ: (رفعت الأقلام وجفت الصحف)، هذا فيه إشارة إلى أن المقادير قد كتبت منذ أزمنة متطاولة؛ ولطول هذه المدة جفت الصحف، كما قال النبي ﷺ: (إن الله ﷿ كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، وكما ورد في الحديث: (إن أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما سيكون إلى يوم القيامة). فالله ﷿ يعلم قبل أن يخلقنا متى يولد الواحد منا ومتى يرزق ومتى يموت، وهل هو من أهل الجنة أو هو من أهل النار والعياذ بالله، وكل ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله ﷿ السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال ﷺ: (رفعت الأقلام وجفت الصحف). أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

20 / 6