164

Lessons of Sheikh Ahmad Fareed

دروس الشيخ أحمد فريد

Nau'ikan

حفظ الله للعبد يشمل دينه ودنياه وجوارحه قوله: (احفظ الله) أي: احفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه، والحفظ نوعان: أما النوع الأول: أن يحفظ الله ﷿ على العبد دنياه، وأن يحفظ الله ﷿ على العبد جوارحه، وأن يمتعه بسمعه وبصره وقوته، ويحفظ أولاده. وثب أحد العلماء وثبة شديدة وكان قد تجاوز المائة فعوتب على ذلك فقال: جوارح حفظناها في الصغر، فحفظها الله ﷿ علينا في الكبر. وقال سعيد بن جبير لابنه: لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك، متأولًا قول الله ﷿: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ [الكهف:٨٢]، فصلاح الآباء يكون سببًا في حفظ الأبناء، وقد يكون حفظ الله ﷿ بشيء تكرهه النفوس لفقر أو لسجن أو لمرض، نسأل الله تعالى العافية، فيتضرر العبد بذلك وما هو إلا حفظ الله ﷿ كما ورد في بعض الآثار: (إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة، وإني إن أسقمته أفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم وإني إن أصححته أفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى وإني إن أفقرته أفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر وإني إن أغنيته أفسده ذلك، إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليم خبير). فالله ﷿ قد يبتلي العبد ببلاء ويكون هذا البلاء هو عين النعمة وعين الحفظ للعبد، وإن العبد ليتهيأ للإمارة ويتهيأ للأمر من أمر الدنيا فالله تعالى يقول لملائكته: (اصرفوه عنه فإني إن يسرته له أدخلته النار) ويظل العبد يتبرم وما هو إلا حفظ الله ﷿، فهذا النوع الأول من الحفظ عباد الله، أن يحفظ الله ﷿ على العابد جوارحه، وأن يمتعه بسمعه وبصره وقوته، وأن يجعل ذلك الوارث منه. النوع الثاني من الحفظ عباد الله: أن يحفظ الله ﷿ للعبد إيمانه؛ كما قال الله ﷿ في حق يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف:٢٤]، وكما قيل في قول الله ﷿: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ [الأنفال:٢٤] قالوا: يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار. فهذا حفظ الله ﷿ للعبد جوارحه، ويحفظ له قوته وأولاده، ويحفظ له دينه حتى يموت وهو متمسك بالإسلام: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك) أي: تجده معك.

20 / 3