العلم لا ينتهي
السؤل: سمعتُ الحث على طلب العلم، وقد يفهم الشباب من هذا الدرس أن العلم يؤخذ كله في هذه العطلة، ويريد أن يصبح عالمًا، فيأخذ العلم كله في هذه العطلة، فهل هذا صحيح؟
الجواب
العلم لا ينتهي، اطلب العلم حتى تموت، موسى ﵇ سئل: من أعلم الناس؟ قال: أنا.
موسى الذي اصطنعه الله على عينه، وكان أفضل من يمشي على الأرض، علمه الله منذ صغره ورباه وأوحى إليه، قيل له: من أعلم الناس؟ قال: أنا، فعاتبه الله، كيف أنت أعلم الناس؟ هذه كلمة عظيمة، اذهب إلى البلد الفلاني فإن فيها رجلًا يعلم علمًا لا تعلمه يا موسى ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء:٨٥].
والعلم ثلاثة أشبار:
الشبر الأول: التكبر، أول ما يبدأ الشباب في طلب العلم يصيبهم الكبر، ويظن أنه ما أحد مثله في العلم.
الشبر الثاني: التواضع، إذا توغل في العلم تواضع.
الشبر الثالث: يعلم أنه لا يعلم.
قال الشافعي: كلما ازددتُ علمًا ازددت علمًا بجهلي.
فالمتكبر هو الذي عنده قليل علم، فاعرف أنه جاهل، فما تكبر إلا جاهل، وما تواضع إلا عالم، وكلما ازددتَ في العلم كلما ازداد تواضُعك.
أيها الإخوة: ليس العلم كل شيء، الذي لا يستطيع أن يطلب العلم في هذه العطلة، عليه أن يتجه لعبادة أخرى (اعملوا فكل ميسر لما خلق له).
بعض الناس أعطاه الله ﷿ قوة في اللسان، وفي البلاغة.
وبعض الناس أعطاه الله ﷿ حسن أخلاق، فهو يستطيع أن يكسب الناس إلى الدين.
وبعضهم أعطاه الله مالًا ينفقه في سبيل الله.
وبعضهم أعطاه الله ﷿ أسلوب الكتابة.
وبعضهم أعطاه الله ﷿ قوة في الجسد، وهكذا ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾ [الليل:٤].
المهم أن يكون وقتك في طاعة الله، علم، دعوة، عبادة، صلة، أي عمل خيري، وليس شرطًا أن تكون طالبًا للعلم، المهم أن تتعلم العلم الواجب عليك، والفرض، فهناك فرض كفاية وفرض عين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
وجزاكم الله خيرًا على حسن استماعكم.
13 / 40