قال: «إنك إن قلت ما تعتقد عرضت نفسك للوم؛ لأنه هيهات أن تجد من الناس من يرتضي رأيك إذا لم يكن رأيه، وإن الذين يقلدون الأغبياء والمتنطعين أكثر منهم غباوة وتنطعا؛ لأن الغبي والمتنطع له فضيلة واحدة وهي حسن النية. أما إذا قلت ما لا تعتقد بقيت في حرب عوان مع نفسك، وأفظع بها من حرب تبدد القوى وتفني نشاط النفس على غير جدوى! وأن يكون المرء في سلم مع نفسه لأفضل له من أن يكون في حرب معها وفي سلم مع الناس أجمعين.»
ثم سمعت دويا، وضعف ضوء المصباح، فقلت: أيها الروح العزيز. فلم أسمع جوابا.
فصرخت من أعماق قلبي: أيها الروح الحائر. فسمعت صوتا قصيا كأنه صوت هاتف يقول: «قل: الروح المهتدي. ألم تعلم أنها ليلة الوداع الأول؟!»
Shafi da ba'a sani ba