فقال بحزن: إني أعمل حتى الموت. - لذلك سرقت جواهر حريمي من أعماق داري!
فاق ذلك توقعه .. تساءل عما يريد سنجام .. وجم صامتا.
صاح خليل الهمذاني: ما أنت إلا حشاش أو شريك اللصوص.
قال بصوت غليظ: إني كبير الشرطة.
فصرخ: موعدنا المساء، وإلا عزلتك وضربت عنقك.
13
أي جدوى ترجى من البحث؟ ماذا يفعل رجاله حيال قوة سنجام؟ سوف يعزل ويفقد شرفه وتضرب عنقه .. إنه مصير طالما ساق الناس إليه، فكيف يتهمه؟! .. لكن جمصة لن يقبل مصيره دون دفاع، ودون دفاع شرس .. أمامه نهار واحد ولا وقت للتردد .. ها هي حياته صفحة مبسوطة أمام عينيه .. شهادة مجسدة ومرعبة .. بدأت بعهد الله وانتهت بعهد الشيطان .. عليه أن يزلزلها قبل الموت .. وخطر الشيخ على قلبه كما تخطر نسمة شاردة في جحيم القيظ .. هفت محمولة بين طيات مقطرة من حنين .. قال لنفسه: «هذا وقته» .. جذبه على أي حال من أعمق أعماقه، عندما هتكت الأحزان القشرة الصلبة الملطخة بالدماء.
وجده في حجرة الاستقبال البسيطة كأنه ينتظر .. انحنى فوق يده صامتا، وتربع على شلتة بين يديه .. تنشق الذكريات كعطر وردة محنطة، وتجسدت له في الفراغ آيات وأحاديث، ومخلفات من النوايا الطيبة كالدماء .. ارتوى من السكينة حتى غلبه الحياء، فقال بحزن: إني أقرأ شعورك نحوي يا مولاي.
فقال عبد الله البلخي بهدوئه الخالد: علم ذلك عند الله وحده، فلا تدع ما ليس لك به علم.
فقال بحزن: أنا في رأي الناس شرطي سفاح. - ترى لم يزورني السفاحون؟
Shafi da ba'a sani ba