205

Lawaqih Anwar

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

Mai Buga Littafi

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

Shekarar Bugawa

1315 هـ

الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة، ولولا لقاء العالم الخلقي لنودي من الجات الشرقي أيها القوي الأمين إني أنا الله رب العالمين أربي عبدي كما اختار، وأخرج مريدي من سجن الاختيار، وأقيمه بقدم الصدق على بساط الائتمار، وأجرده بمرادي عن سائر الأوطار، وأشهده، وجودي، وإيجادي في جميع الأطوار وأوحي إليه أن حل بحولي وقوتي عن حولك، وقواك، وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان، وعلم حقيقة العدو الثاني، ولي مدبرا عن تدبير نفسه بجسده، ولم يعقب على حسه في حضرة قدسه فنودي مشافهة عند إسقاط التدبير كما قال له في حجاب المرشد الكبير أقبل، ولا تخف إنك من الآمنين فقد حققت نجاتك من القوم الظالمين، وأمكنه من صورة عدوه الذي سلف وقال خذها، ولا تخف أسلك يدك في جيبك وتصرف بيدي في شهادتك، وغيبك فعندما تندرج يدك في نور يدي وتنوء تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب وانقلب إني إليك خير منقلب فها هنا مستقم سيرك، ومعشش طيرك وارجع إلى أنوار العادات لينفخ فيها أرواح العبادات قال رب إني قتلت منهم نفسا وأخرجتها عن التحلق بهم معنى، وحسا حتى أحييتها بروحك لطفا وأنسا فأخاف إن رددتني عليهم أن يقتلوني بالتألف إليهم وأخي هارون هو أفصح مني لسانا وقد جعلت له حكمة التدبير في عالم الحكمة شأنا فأرسله معي ردءا يصدقني فيصدقوني إني أخاف أن يكذبون ولولا أمره الله بأخذ عصاه بعد أن أعادها سدرة منتهاه ما سأل أن يرسل معه أخاه، وأن يشد به أزره وقواه ولكن لما رده الله بعد تجريده عن الوسائط إلى مراتب السبب قال: رب اجعل المدبر الحفيظ معيني في هذه الرتب قال: سنشد عضدك بأخيك ونصرف يدنا إليك يكفيك، ونجعل لكما من صفاتنا سلطانا ومن أصفيائنا بيوتا، وأوطانا، ولما وجدت القواطع سبيلا إليك مسخناهم على مكانتهم فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما، ومن اتبعكما الغالبون فافهموا أيها السامعون واتبعوا الهادي أحق الاتباع تغلبوا شياطين الطباع، وإذا جاءكم الحق المبين قولوا آمنا بالله إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين، وإذا أوتيتم أجوركم في العمل بالتوفيق، وفي العلم بالتحقيق فإياكم أن تضيفوا ذلك إلى الأسباب وتظنوا حصوله بالإكتساب فتعمى عليكم الأنباء عند كشف الساق، وتحجبوا به اكتسبتم إلى يوم التلاق وقوموا لله دائما على قدم الافتقار فإن ربكم يخلق ما يشاء ويختار ومن فرح بالله وحده أمده الله بما عنده وأشهده سرا لا يبلغ الإدراك كنهه كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم، وإليه ترجعون وليومه المحمدي تهرع العوالم أجمعون صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وشرفهم، وكرم والله أعلم.

قلت وهذه القولة ما سمعت قط بمثلها في كلام أحد من الأولياء رضي الله تعالى عنهم، وهي دليل على علو حال هذا الأستاذ رضي الله تعالى عنه، وكان رضي الله عنه يقول لو أوريت زناد المحبة في حراك حسك لرأيك مقعدك من حضرة قدسك وحققت حقيقة مطلع شمس طمسك حين مزقت بأشعتها غواشي ظلم نفسك فانفتحت بالفتح عضل بصيرتك بعد الانقباض، ونادى روحك بشير قلبك بلسان السريرة قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة، وأما الآن فظلام أطلال الأكوان قبض بصرك عن شهود شمس العرفان فإن غدوت عبدا للخيال الكاذب، ورحت مغلوبا مع الوهم الغالب فعميت عليك أنباء الحقائق وسقطت بركونك إلى العوائق، وقد ناداك لسان المحبوب الغيور تخيرت فتحيرت أيها المغرور، ودهمك، وهمك بأدهم ديجور " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " " النورة: 40 " لو أنك قابلت من أفق المعارف شمس الأزل، وقد صقلت مرآة فطرتك من صدا الموانع، والعلل لظهرت منك أشعة اللطائف، وأذابت ما قابلها من الكثائف، وكان يقول في قول أبي يزيد رضي الله عنه: خضت بحرا وقف الأنبياء بساحله يريد أن الأنبياء عليهم الصلاة، والسلام عبروا بحر التكيف إلى ساحل السلامة، ووقفوا على ساحله يتلقون من سلم وبهذا أمروا، ولهذا أرسلوا فإن السفينة انكسرت يوم أكل آدم عليه السلام من الشجرة، وكان يقول أمين روح الأمانة مجمع الخزائن السنية فمن نفخت فيه تنزلت منه أمور الخلق بقدر معلوم فلا تجوز منازعته في الأمر، وكان يقول أخلاق الخلق معان صفاتية في فطرهم الذاتية من استعملها بغلبة الهوى قبحت، ومن أقامها بأمر الهدى صلحت انظر إلى الخديعة كيف تصلح في الحرب لإعلاء

Shafi 35