202

Lawaqih Anwar

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

Mai Buga Littafi

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

Shekarar Bugawa

1315 هـ

النفس مطية المؤمن اسمع لا تسمح لنفسك في الشراسة، ولا تعودها بالنفار فتتعب بها عند رجوعك إلى الديار، وتندم على تفريطك فيها حين سلوكك في مفازة البرزخ بين الجنة، والنار، واعلم أن النفس مركوب الوافد عند مروره على الصراط المنصوب فإن تشارست أسقطته في الدرك المرهوب، وإن سهلت له نجا عليها إلى المنتهى المطلوب " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز " " آل عمران: 185 " وكان يقول: الذي بنى البيت باقتداره على وفق اختياره ما وضع فيه مزبله، وبالوعة، وكنيفا إلا لحكمة يرضاها فلا ييأس العبد المنجس من روح الرحمة، والرضوان، ولو كان كيفما كان، وكان يقول: لا تشغلنك الوسوسة في غسل بدنك، وثوبك عن تدقيق النظر في تطهير نفسك، وقلبك تضيع الوقت، وتكتسب المقت، وإنما الطهارة الحقيقية أن تقول: اللهم طهرنا بصلواتك الطيبات، وزكنا بتحياتك المباركة، وطيبنا للموت، وطيبه لنا، واجعل فيه راحة قلوبنا بروحك، وحياة أرواحنا بمعرفتك، ومشاهدتك فإنك أنت الفتاح العليم، وها أنت قد، وجدت البحر المحيط العذب الصافي فتطهر تطهر وقل الحمد لله رب العالمين، وكان رضي الله عنه

يقول: انظر كل من رضي شيئا تنعم به، ولو شقي ظاهره، ومن سخط شيئا تعذب به، وإن حسن ظاهره فالشيء الواحد عذاب على من سخطه، ونعيم على من رضيه فالرضا منشأ النعيم، والسخط منشأ الجحيم اللهم هب لنا منك الرضا المطلق بجميع أحكامك أبدا على مكاشفة، وجه، وحدانيتك إنك الغني الحميد فافهم، وكان يقول: إنما جعل لكم الأرض بساطا ليعلمكم التواضع فتواضعوا تنبسطوا، وكان يقول: من ركن إلى ظالم مسته نار الفتنة إلا من رحم الله " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار " " يونس: 113 " وكفى بالخدمة ركونا، اسمع من ركن إلى ظالم وخلص منه سالما من فتنة فتلك له كرامة إبراهيمية بحسبه. وكان يقول: من خاف، ورجا فقد مدح وهجا، ومن رضي وسلم فقد حمد، وعظم فانظر ماذا ترى إن رأيت الحق بلا مرا. وكان يقول: الضمير في قول الله تعالى: " ولو بسط الله الرزق لعباده " عائد على الرزق أي لو بسط الرزق لعباد الرزق لبغوا وهم الذين ليس لهم مكنة التصرف كالحكيم الرباني فتصرفاتهم مغلوبة بالشهوات، والحظوظ فأرباب المكنة عباد الله الرزاق لا عبيد الرزق فافهم الفرق بين عباد الأرزاق، وعباد الرزاق، هؤلاء الأرزاق محتاجة إليهم في كونها، وعبادها محتاجون إلى عينها بل إلى أثر كونها، وكان يقول: في معنى قوله في الحديث " فبي عرفوني " أي لأني، وجودهم، ووجود عقولهم، ووجود شواهد شهودها، وكان يقول: قال لي قائل ما بال الشاذلية يتجملون في لباسهم وهيئاتهم، وطريقهم إنما هي الاقتداء بالسلف الصالح، والسلف الصالح كما في علمهم ما كانوا إلا على التقشف بأكل الخشن، وبذاذة الهيئة، ورثاثة الملبس؛ فقلت: وبالله التوفيق إن الشاذلية لما نظروا إلى المعاني، والحكم رأوا السلف الصالح إنما فعلوا ذلك حين وجدوا أهل الغفلة انهمكوا على عنياهم، واشتغلوا بتحصيل الزينة الظاهرة تفاخرا بالدنيا، واطمئنانا إليها، وإشعارا بأنهم من أهلها فخالفوهم بإظهار حقارة الدنيا التي عظمها أهل الغفلة، وأظهروا الغنى بالله عما اطمأن إليه الغافلون فكانت أطمارهم حينئذ تقول الحمد لله الذي أغنانا به عما افتقرت أنفسنا إليه من همته دنياه فلما طال الأمد، وقست القلوب بنسيان ذلك المعنى، واتخذ الغافلون رثاثة الأطمار، وبذاذة الهيئة حيلة على تحصيل دنياهم انعكس الأمر فصار مخالفة هؤلاء نعمة لله هو فعل السلف، وطريقته، وقد أشار إلى ذلك الأستاذ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه بقوله: لبعض من أنكر عليه جمال هيئته من أصحاب الرثاثة: يا هذا هيئتي هذه تقول: الحمد لله، وهذه هيئتك تقول: أعطوني شيئا من دنياكم، والقوم أفعالهم دائرة مع الحكم الربانية مرادهم مرضاة ربهم، وإرادتهم، وجه في الجلال، والإكرام في كل حال " تعرفهم بسيماههم " فإن اتسمت بسيماهم، وهو التروض، والتضيق عرفتهم، وظهرت لك مقاصدهم التي بها ترى حسن أفعالهم فافهم. ل: انظر كل من رضي شيئا تنعم به، ولو شقي ظاهره، ومن سخط شيئا تعذب به، وإن حسن ظاهره فالشيء الواحد عذاب على من سخطه، ونعيم على من رضيه فالرضا منشأ النعيم، والسخط منشأ الجحيم اللهم هب لنا منك الرضا المطلق بجميع أحكامك أبدا على مكاشفة، وجه، وحدانيتك إنك الغني الحميد فافهم، وكان يقول: إنما جعل لكم الأرض بساطا ليعلمكم التواضع فتواضعوا تنبسطوا، وكان يقول: من ركن إلى ظالم مسته نار الفتنة إلا من رحم الله " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار " " يونس: 113 " وكفى بالخدمة ركونا، اسمع من ركن إلى ظالم وخلص منه سالما من فتنة فتلك له كرامة إبراهيمية بحسبه. وكان يقول: من خاف، ورجا فقد مدح وهجا، ومن رضي وسلم فقد حمد، وعظم فانظر ماذا ترى إن رأيت الحق بلا مرا. وكان يقول: الضمير في قول الله تعالى: " ولو بسط الله الرزق لعباده " عائد على الرزق أي لو بسط الرزق لعباد الرزق لبغوا وهم الذين ليس لهم مكنة التصرف كالحكيم الرباني فتصرفاتهم مغلوبة بالشهوات، والحظوظ فأرباب المكنة عباد الله الرزاق لا عبيد الرزق فافهم الفرق بين عباد الأرزاق، وعباد الرزاق، هؤلاء الأرزاق محتاجة إليهم في كونها، وعبادها محتاجون إلى عينها بل إلى أثر كونها، وكان يقول: في معنى قوله في الحديث " فبي عرفوني " أي لأني، وجودهم، ووجود عقولهم، ووجود شواهد شهودها، وكان يقول: قال لي قائل ما بال الشاذلية يتجملون في لباسهم وهيئاتهم، وطريقهم إنما هي الاقتداء بالسلف الصالح، والسلف الصالح كما في علمهم ما كانوا إلا على التقشف بأكل الخشن، وبذاذة الهيئة، ورثاثة الملبس؛ فقلت: وبالله التوفيق إن الشاذلية لما نظروا إلى المعاني، والحكم رأوا السلف الصالح إنما فعلوا ذلك حين وجدوا أهل الغفلة انهمكوا على عنياهم، واشتغلوا بتحصيل الزينة الظاهرة تفاخرا بالدنيا، واطمئنانا إليها، وإشعارا بأنهم من أهلها فخالفوهم بإظهار حقارة الدنيا التي عظمها أهل الغفلة، وأظهروا الغنى بالله عما اطمأن إليه الغافلون فكانت أطمارهم حينئذ تقول الحمد لله الذي أغنانا به عما افتقرت أنفسنا إليه من همته دنياه فلما طال الأمد، وقست القلوب بنسيان ذلك المعنى، واتخذ الغافلون رثاثة الأطمار، وبذاذة الهيئة حيلة على تحصيل دنياهم انعكس الأمر فصار مخالفة هؤلاء نعمة لله هو فعل السلف، وطريقته، وقد أشار إلى ذلك الأستاذ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه بقوله: لبعض من أنكر عليه جمال هيئته من أصحاب الرثاثة: يا هذا هيئتي هذه تقول: الحمد لله، وهذه هيئتك تقول: أعطوني شيئا من دنياكم، والقوم أفعالهم دائرة مع الحكم الربانية مرادهم مرضاة ربهم، وإرادتهم، وجه في الجلال، والإكرام في كل حال " تعرفهم بسيماههم " فإن اتسمت بسيماهم، وهو التروض، والتضيق عرفتهم، وظهرت لك مقاصدهم التي بها ترى حسن أفعالهم فافهم.

وكان رضي الله عنه يقول في قوله: " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم " قال قائل لا مغفرة إلا حيث الذنب فالأمر بالمسارعة إليها أمر به.

قلت: هذا لا يقوله إمام هدى رباني إلا على معنى أنه أمر بأن يرى العبد نفسه مذنبا، وإن أطاع جهده ليحقق عجزه عن قيامه بتمام حق ربه في كل حال، وأما على أنه يأتي الذنب فلا لأن المأمور به لا يكون ذنبا

Shafi 32