198

Lawaqih Anwar

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

Mai Buga Littafi

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

Shekarar Bugawa

1315 هـ

الروحاني وهو تحقيق المعاني ذوقا، وحسن تلقيها حقا، وصدقا فإذا صحت لهم هذه الفصاحة فلا عليهم إن فصحت ألسنتهم الجسمانية أوكلت أو لحنت أو أعربت " إن الله لا ينظر إلى صوركم " الحديث. وسئل عن المراد بقول الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه في حزب النور، وأعوذ بك من السبعين والثمانية فقال المراد بالسبعين السلسلة التي فرعها سبعون ذراعا، وهي مظهر الفرق والهالكة، والثمانية هي إشارة إلى سبع ليال، وثمانية أيام حسوما، وهذه السبعة هي مظهر أبواب جهنم، وكان يقول لكل ولي خضر هو تمثل روح، ولايته كما لكل نبي صورة جبريل هي تمثل روح نبوته يظهر لحسه من فوق نفسه فافهم. وقال رضي الله عنه في الحديث الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال لعمر رضي الله عنه: " والذي نفسي بيده ما سلكت فجا قط إلا سلك الشيطان فجا غير فجك " المراد بذلك صورته الروحانية التي هو بها ذلك المخاطب حين خوطب فلا يقال كيف غواه الشيطان في الجاهلية فافهم، وكان يقول سيدي ووالدي صاحب الختم الأعظم فالشاذلي، وجميع الأولياء من جنود مملكته فهو يحكم، ولا يحكم عليه من سائر الدوائر فلا يقال لنا لم لا تقرؤون حزب الشاذلي لأنكم من أتباعهم فافهم. قلت: قد ادعي مقام الختمية جماعة من الصادقين في الأحوال، والذي يظهر أن لكل زمان ختما بقرينة قوله فيما سبق لكل ولي خضر، والله أعلم. وكان يقول في قوله تعالى: " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة " " آل عمران: 96 " الآية المراد به قلب آدم عليه السلام لأنه أول بيت وضع للرب في البشر، وهو أيضا بجسده مدفون تحت عتبة هذا البيت كما أعطاه الكشف، وأما بنية الكعبة فهو مثال مضروب للقاصرين ليتذكروا به المعنى عند رؤية مثاله فافهم، وكان يقول الغذاء شبيه بالمغتذى في كل مقام بحسبه فالجسم غذاء الجسم، والروح غذاء الروح، والنفس غذاء النفس، والعقل غذاء العقل، والعلم غذاء العلم، والحق للحق، والخلق للخلق فافهم فإن أستاذك علم مكنون فلا يغتنى به إلا عالمك، ولا غذاء لعالمك إلا به، ولا بقاء لحي إلا بغذائه فافهم، وكان رضي الله عنه يقول الخلق في اللغة التضييق، والخانق الطريق الضيق، ومنه سميت الزاوية التي يسكنها صوفية الرسوم الخانقاه لتضييقهم على أنفسهم بالشروط التي يلتزمونها في ملازمتها، ويقولون فيها أيضا من غاب عن الحضور غاب نصيبه إلا أهل الخوانق، وهي مضايق، وكان يقول لا تخرق حرمة من يحب أن يحترم إلا وفيك بقية من حكم مغايرتك للحق تحكم عليك بأنك قليل الأدب لأنه ما أحب أن يحترم في ذلك المظهر إلا الحق بالحقيقة، وأما إذا لم يكن فيك شهود بقية من حكم الغير فالأمر منك إنما هو من الحق لنفسه فانظر ماذا ترى " بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره " " القيامة: 14 و15 " فافهم، وكان يقول: الولد متى قدر على الكسب، وصلح له سقطت مؤنته عن أبيه، والعبد أمره لا يخرج عن سيده بسبب فألزم العبودية لمن كان هو عبده فغنم، وكان يقول: إذا رأى العارف أنه عين معروفه فلا عليه بأس في تعظيم العباد له. قلت:

ومعنى كونه عين معروفه أن يتخلق بصفاته التي أمره بالتخلق بها، وهذا مبني على أن الصفات عين لا غير فافهم، وكان يقول كيف تتحقق بمن لا شيء معه ولم يكن شيء غيره وأنت عندك شيء غيره كائن معه فإن وجود الأول مشروط بفقد الثاني أو ملازمه فافهم، وكان رضي الله عنه يقول في قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه ارقبوا محمدا في عترته أي اشهدوه بهم فإن وجدتم منهم ما يشق عليكم فسلموا، وارضوا كما لو جاءكم ذلك منه مواجهة لكم ثم لا تجدوا في أنفسكم حرجا مما قضوا، وسلموا تسليما، وإن وجدتم منهم ما يعجبكم فاشهدوه منه فيهم كي لا تحجبوا عنه بهم، وتحبونهم دونه، وتنسونه بذكرهم فما هم في الحقيقة منه إلا كالبشري السوي من الروح المتمثل به، وهل الفرع في الحقيقة غير صله، وهل ثمراته إلا منه فافهم، وكان يقول في معنى حديث " كنت كنزا لا أعرف " يعني مرتبة التجرد " فأحببت أن أعرف فخلقت خلاقا، أي قدرت أعيانا تقديرية، وتعرفت إليهم ودللتهم على كل منها بكل منها في عرفوني أي لأني أنا الكل هذا حقيقة هذا الكلام في التحقيق، وله في الفرقان معان أخر، وكل من عند الله فافهم، وكان رضي الله عنه يقول في كل صورة آدمية آدم، والملائكة له ساجدون، وهكذا حقائق الأئمة كل منها كلي أمم بالنسبة إلى أتباعه فمن تبعني فإنه مني فهم هو مجملا، وهو هم فصلا، وكان يقول. أنت أيها المريد غصن، ونور أستاذك شمس تحييك، وقمر يربيك؟ وكان يقول متى فتحت سدد مداركك أدركت بكل منها ما يدركه كل منها فلا تسمع شيئا إلا رأيته وقس على هذا في كل مقام بحسبه، وكان يقول إذا سلمت النفس بحكم القلب لم يبق لها نزاء لربها، ووليها وإلا فلها من النزاع بقدر ما فيها من الشرك، وكان يقول: سكوت العالم حيث تعين الكلام عليه ككلام الجاهل. نى كونه عين معروفه أن يتخلق بصفاته التي أمره بالتخلق بها، وهذا مبني على أن الصفات عين لا غير فافهم، وكان يقول كيف تتحقق بمن لا شيء معه ولم يكن شيء غيره وأنت عندك شيء غيره كائن معه فإن وجود الأول مشروط بفقد الثاني أو ملازمه فافهم، وكان رضي الله عنه يقول في قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه ارقبوا محمدا في عترته أي اشهدوه بهم فإن وجدتم منهم ما يشق عليكم فسلموا، وارضوا كما لو جاءكم ذلك منه مواجهة لكم ثم لا تجدوا في أنفسكم حرجا مما قضوا، وسلموا تسليما، وإن وجدتم منهم ما يعجبكم فاشهدوه منه فيهم كي لا تحجبوا عنه بهم، وتحبونهم دونه، وتنسونه بذكرهم فما هم في الحقيقة منه إلا كالبشري السوي من الروح المتمثل به، وهل الفرع في الحقيقة غير صله، وهل ثمراته إلا منه فافهم، وكان يقول في معنى حديث " كنت كنزا لا أعرف " يعني مرتبة التجرد " فأحببت أن أعرف فخلقت خلاقا، أي قدرت أعيانا تقديرية، وتعرفت إليهم ودللتهم على كل منها بكل منها في عرفوني أي لأني أنا الكل هذا حقيقة هذا الكلام في التحقيق، وله في الفرقان معان أخر، وكل من عند الله فافهم، وكان رضي الله عنه يقول في كل صورة آدمية آدم، والملائكة له ساجدون، وهكذا حقائق الأئمة كل منها كلي أمم بالنسبة إلى أتباعه فمن تبعني فإنه مني فهم هو مجملا، وهو هم فصلا، وكان يقول. أنت أيها المريد

Shafi 28