Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Mai Buga Littafi
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Shekarar Bugawa
1315 هـ
وأسألك بي لا سبيل المهالك، والهالك اللهم إني أسألك بذات عدمك، وبذات وجودك، وبالذات المجردة، وبالذات المتصفة بذات التكوين، والتلوين، وبالذات الفاعلة، وبالذات المنفعلة اللهم اجعلني عينا لذات الذوات، ومشرقا لأنوارها المشرقات، ومستودعا لأسرارها المكتتمة في غيوبها المبهمات اللهم إني أنزهك لا لتنزيه الحسن لك عن أوصاف الجسم، والنفس عن شهوات الطبع والعقل، وأخلاق النفس، والقلب، وأنزهك عن كل ذلك، ونده، ومثله، وخلافه، وغيره تنزيها معجوزا عن تصوره، وتوهمه، وكان رضى الله عنه يقول قال
لي الحق أيها المخصوص لك عند كل شيء مقدار، ولا مقدار لك عندي فإنه لا يسعني غيرك، وليس مثلك شيء أنت عين حقيقتي، وكل شيء مجازك، وأنا موجود في الحقيقة معدوم في المجاز يا عين مطلعي أنت الحد الجامع المانع لمصنوعاتي إليك يرجع الأمر كله، وإلى مرجعك لأنك منتهى كل شيء، ولا تنتهي إلى شيء طويت لك الأرضين السبع في سبع من الحب، والنوى المتنوعة بالفعل إلى أصناف من نبات شتى فإذا شئت على نشرها فيها جواهر السماء اهتزت وربت، وأنبت من كل زوج بهيج " إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير " " فصلت: 39 " فإذا تكامل خلقها، وتكون، وتزين كونها سعت على أقدام الإقدام لمسجدك الأقصى بحكم الاستقصا فتخر ساجدة سجود العبودية لأرباب حواسك الكلية، والجزئية تسبحك بألسنة التقديس، وتقدسك بأفواه التنزيه، وتعظمك تعظيم مخلوق لخلاف فأملاكها تسبح، وتحمد، وأفلاكها تقوم، وتسجد، وأنت جالس في مجلس سلطانك مستو على عرش ناطقة إنسانك قد تلا لسان الإحسان بمحضر الأكوان " وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا " " طه: 108 " وأطال في ذلك بما لا تسعه العقول فراجعه، وله كتاب العروس، وكتاب الشعائر وديوان عظيم ومؤلفات أخر، وقد ذكرنا مناقبه في كتاب مستقل رضي الله عنه.
ومنهم الأستاذ سيدي علي، ولده
رضي الله عنه، ورحمه
كان في غاية الظرف، والجمال لم ير في مصر أجمل منه وجها، ولا ثيابا وله نظم شائع، وموشحات ظريفة سبك فيها أسرار أهل الطريق وسكرة الخلاع رضي الله عنه، وله عدة مؤلفات شريفة، وأعطى لسان الفرق، والتفصيل زيادة على الجمع، وقليل من الأولياء من أعطى ذلك، وله كلام عال في الأدب، ووصايا نفيسة نحو مجلدات، وردت عليه فأملاها في ثلاثة أيام رضي الله عنه فأحببت أن ألخصها لك في هذه الأوراق بذكر عيوبها الواضحة، وحذف الأشياء العميقة عن غير أهل الكشف لأن الكتاب يقع في يد أهله، وغير أهله فأقول، وبالله التوفيق.
كان رضي الله عنه يقول مولدي سحر ليلة الأحد حادي عشر محرم سنة إحدى وستين وسبعمائة كما رأيته بخطه، وتوفي عام أحد، وثمانمائة كما قيل، وكان رضي الله عنه يقول في قوله تعالى: " والله متم نوره ولو كره الكافرون " " الصف: 8 " فيا صاحب الحق لا تهتم بإظهار شأنك اهتماما يحملك على الاستعانة بالخلق فإنك إن كنت على نور حق فهو يظهر بالله " وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا " " النساء: 45 " وإن كنت على ظلمة باطل فلا تتسبب في إظهار ذلك، وإشاعته فإنك لا تتمتع بذلك إن متعت به إلا قليلا ثم الله أشد بأسا، وأشد تنكيلا " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع - فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه " فافهم، وكان يقول في حديث ليلة الإسراء فدخلت فإذا أنا بآدم أي فإذا أنا في صورة حقيقة آدم وناطق بناطقته، وكذلك القول في جميع ما رآه من الأنبياء عليهم الصلاة، والسلام تلك الليلة فصرح بأنه ظهر بصور حقائق الكل، وجميع نواطقهم، وزاد عليهم بما زاد ونحن الوارثون لرقائقهم وكان رضي الله عنه يقول أولو العزم من الرسل سبعة، وهم آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وداود، وسليمان وعيسى عليهم الصلاة، والسلام، وأطال في السر في ذلك، وكان يقول زمن خاتم الأنبياء يكون عدد أولياء زمانه بعدد أولياء الأزمنة كلها لكن ظهورهم معه كظهور الكواكب مع الشمس، وكان رضي الله عنه يقول: إنما كانت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، لا تقبل النسخ لأنه جاء فيها بكل ما جاء به من تقدمه، وزيادة خاصة، ونزلت شريعته من الفلك الثامن المكوكب فلك الكرسي، وهو فلك ثابت فلذلك قبلت شرائع الأنبياء عليهم الصلاة، والسلام النسخ دون شريعته، وأطال في ذلك، وكان رضي الله عنه يقول لا يصح لأحد أن يقول
Shafi 20